معارض إيراني لـ”العين الإخبارية”: غليان شعبي ضد الملالي

الغضب الشعبي ضد الملالي يتصاعد

الغضب الشعبي ضد الملالي يتصاعد

الأحد 2018.4.22

واصلت السلطات الإيرانية حملتها القمعية داخل مدن إقليم الأحواز، الذي تقطنه أغلبية عربية بمحافظة خوزستان جنوب غرب البلاد، عبر شن اعتقالات عشوائية لترهيب الموطنين والنشطاء على مدار الأيام الماضية، طالت الأطفال وأيضا النساء، في الوقت الذي باتت معه الأوضاع هناك في حالة استنفار أمني مستمر خشية اندلاع احتجاجات جديدة.

واستنكر كاظم نسب الباجي، ممثل إقليم الأحواز في البرلمان الإيراني، تجاهل السلطات الإيرانية للقومية العربية، خاصة بعد الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها المنطقة نهاية مارس/ آذار الماضي، تذمرا من محتوى مسيء ورد في برنامج تلفزيوني رسمي، يتجاهل الأحوازيين، ويضع بدلا منها قوميات أخرى مهاجرة، بهدف طمس الهوية العربية لهم.

وانتقد الباجي في مقابلة مع صحيفة “اعتماد” الإيرانية، السبت، عدم تقديم التلفزيون الإيراني الرسمي اعتذارا للمواطنين العرب عن الإساءات التي وردت في محتوى أحد برامجه المخصصة للأطفال، ويدعى “كلاه قرمزي” أو “القبعة الحمراء”، بالتزامن مع احتفالات عيد النوروز، في الوقت الذي تواصل السلطات شن حملات اعتقالات تعسفية، داعيا للإفراج الفوري عنهم.

من جانبه، يرى يوسف عزيزي، رئيس مركز مكافحة العنصرية ضد العرب في إيران، أن الأوضاع داخل إقليم الأحواز أصبحت أشبه بـ “ثكنة عسكرية”، بعد أن شنت الاستخبارات التابعة لمليشيات الحرس الثوري حملة اعتقالات عشوائية من المنازل ومقار العمل وحتى الشوارع، وأعلنت أحكاما عرفية ضد المعتقلين.

وأكد عزيز لـ”العين الإخبارية” أن المزاعم الموجهة إليهم بـ”الانفصال” و”العمل ضد الأمن القومي”، إلى جانب تلقي دعم من جهات خارجية، كلها اتهامات باطلة، كونهم يطالبون بحقوقهم السياسية والاقتصادية والثقافية المهدرة.

وقال المعارض الإيراني، إن تلك الاعتقالات طالت نحو 10 نساء وأطفال، مشددا على أن الإحصاءات المتداولة تشير لارتفاع أعداد المعتقلين من صفوف الأحوازيين بسجون نظام الملالي إلى نحو 500 شخص من كل مدن إقليم الأحواز، من بينهم نحو أكثر من 150 طفلا.

وأشار عزيزي المقيم في العاصمة البريطانية لندن، إلى أن تلك الاعتقالات شملت عرقيات أخرى دون تمييز، لافتا إلى اعتقال السلطات الإيرانية شخصا ينحدر من العرقية الفارسية بمحافظة آراك وسط البلاد، تصادف وجوده بالتظاهرات مرتديا الزي العربي أثناء زيارته لدى صديق له بالأحواز، رغم عدم صلته بالأحداث المندلعة هناك، إلى جانب شخص آخر يدعى فائز المندائي، يعرف بكونه ناشطا ثقافيا.

وداهمت استخبارات الحرس الثوري، الموجودة بقاعدة أبو الفضل العباس في حي الخالدية بالأحواز العاصمة، منزل المندائي بمدينة الخفاجية، حيث صادرت ممتلكات تابعة له، قبل أن تقتاده إلى مكان غير معلوم، نظرا لدوره، إلى جانب نشطاء ومفكرين آخرين، في العمل على إعادة الأسماء العربية لمدن الأحواز بمواجهة سياسة “التفريس”، بحسب نشطاء.

وأكد عزيزي في سياق تصريحاته لـ”العين الإخبارية”، أن رقعة الاحتجاجات تمددت داخل الأحواز لتشمل أغلب المدن مثل معشور، والحميدية، وخفاجان وغيرها، لافتا أن عرقيات أخرى باتت تستلهم هذا الحراك، حيث لم يعد يمر يوم إلا وتندلع احتجاجات عمالية أو فئوية ضد نظام الملالي في أغلب مناطق إيران.

وفي ختام تصريحاته لـ”العين الإخبارية”، شدد مدير مركز مكافحة العنصرية ضد العرب، على أن إيران باتت تغلي بسبب تصاعد الغضب الشعبي، مرجحا اندلاع احتجاجات عارمة مجددا مع دخول فصل الصيف، مستشهدا بالهتافات التي ترددت خلال الاحتجاجات الدائرة ضد تقسيم مناطق بمدينة كازرون جنوب إيران، حيث أدار المحتجون ظهورهم لخطيب الجمعة، مطلقين هتافات “عدونا ليس أمريكا.. عدونا هنا”، في إشارة للمرشد علي خامنئي وأركان نظامه.

وكانت الأحواز شهدت في يناير/كانون الثاني موجة احتجاجات غاضبة ضد نظام الملالي بسبب البطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية، بالتزامن مع احتجاجات واسعة في مناطق مختلفة من البلاد، فيما أقدمت السلطات على قمع هذه الاحتجاجات التي استمرت نحو أسبوعين.

جديد الموقع

هورنا مجفف وهورهم يبهر العالم رحلة أحوازية الى ارض النهضة ؛ فلورنسا والبندقية- يوسف عزيزي: في العام ١٩٧٦ وخلال رحلتي الى اوروبا وشمال افريقيا لم اتمكن انا ومرافقي الجيلكي علي مقدسي من زيارة مدينة البندقية، حتى ان سنحت لي الفرصة ان اقوم بذلك في الفترة ٢٧-٣١ يوليو ٢٠٢٢، ومن ثم زرت مدينة فلورنسا من ٣١يوليو -٣ اغسطس من نفس العام . مدينة البندقية، التي توصف ب”ونيز” بالانجليزية ، مبنية على المياه، ما عدى المطار – واسمه ماركوبولو – وبعض الاراضي اليابسة المتصلة به. وماركوبولو (١٢٥٤-١٣٢٤م) ابن هذه المدينة معروف بمغامراته ورحلاته الى الشرق وخاصة الهند والصين في القرن الثالث عشر. وقال لي شخص يعرف الأهوار والمستنقعات ان البندقية قامت على بعض المناطق اليابسة في الأهوار الواقعة على هامش البحر وانا اتصور ان تلك الأهوار كانت تشابه اهوارنا كهور الحويزة والعظيم، وان مباني البندقية تم تشييدها على بقع يابسة مرتفعة كتلك التي نحن نصفها ب”الجبايش” في اهوارنا، لكن هنا في اوروبا اصبحت البندقية مدينة تبهر العالم وتجلب الملايين من السياح ليدروا عليها ايرادات تعادل بل تفوق ايرادات النفط التي يُستخرج من أهوار الحويزة والعظيم والذي ادى الى ان تجفف الشركة الوطنية الإيرانية للنفط هذه الأهوار لتتمكن وبمشاركة الشركات الصينية ان تنهب نفط تلك المنطقة وتدمر البيئة وتهجر السكان الأحوازيين من هناك.وفي مدينة البندقية القائمة على مياه البحر الادرياتيكي، لاترى تكسي ولا سيارة ولا حافلة، فكل ما في الامر هو: تكسي بحري وباص بحري. بل شاهدت ان بعض القوارب الكبار تقوم بمهمة الشاحنات لنقل التراب من المباني التي يتم تهديمها وكذلك لجلب الطوب والاسمنت وسائر مواد البناء. كما توجد في البندقية اشارات مرور لكن ليس في الشوارع المبلطة كما في كل مدن العالم بل في مفارق الشوارع المائية. وهناك العديد من الفنادق في المدينة لكننا كمجموعة استأجرنا شقة لانها كانت ارخص. هنا تشاهد الكنائس العديدة وقصور الدوقات (جمع دوق، حاكم الإمارة) ومركزها الرئيسي ساحة San Marco “سن مارك” في وسط البندقية. هناك قصر رئيسي في هذه الساحة والى جنبه سجن المدينة الذي يقع قسمه التحتاني في الماء. وقد زرنا كنيسة St Zaccaria (القديس ذكريا) وشاهدنا ارضيتها المغمورة بالمياه. وبين العديد من الجسور المبنية على الشوارع المائية هناك جسر يوصف بجسر الشجار حيث كان المنتسبون للنقابات المختلفة في القرون المنصرمة يتجادلون ويتشاجرون هناك، يمكن ان نصفه بجسر “البوكسيات” باللهجة الأحوازية. كما توجد جزيرة بالقرب من المدينة توصف ب “ليدو” يمكن الوصول اليها بالتاكسي او الباص البحري. وبعد الوصول الى محطة الجزيرة يمكنك عبور عرض الجزيرة مشيا على الاقدام خلال عشر دقائق وهناك تصل الى ساحل رملي مناسب جدا للسباحة لان عمق البحر يزداد بالتدريج وبعد نحو ثلاثين مترا تستطيع ان تسبح في المكان العميق الذي لايمكنك المشي فيه. وقد تطورت التجارة في البندقية في القرن الثالث عشر الميلادي اثر جهود عائلة ماركو بولو واخرين حيث تزامن ذلك مع انبثاق عائلة مديشي المصرفية والسياسية في فلورنسا. وكانت البندقية امارة مستقلة قبل توحيد ايطاليا من قبل غاريبالدي في القرن التاسع عشر. لكن الشعب هنا وفي اخر انتخابات او استفتاء في العام ٢٠١٩ رفض الاستقلال واستمر في الحياة مع ايطاليا محتفظا بحقوقه الثقافية والسياسية. ويبدو ان الامر يعود الى الوضع الاقتصادي المناسب للمدينة بسبب السياحة التي تبدأ من شهر مارس وتنتهي في شهر نوفمبر وتدر الاموال على هذه المدينة. كما ان لغة اهل البندقية لاتختلف كثيرا عن الايطالية حسب ما سمعت منهم. في فلورنساتبعد نحو ساعتين بالقطار من البندقية ولعبت دورا تاريخيا في انبثاق عصر النهضة والذي كان نقطة انعطاف في الحياة العلمية والفنية والثقافية في اوروبا بل والعالم. فعلاوة على العديد من الكنائس الكبيرة هناك متاحف تضم تماثيل ولوحات من مايكل أنجلو، ورافائيل وأخرين تبهر البصر وتثير الاعجاب. ويعد متحف Uffizi museum اهم هذه المتاحف. اذ كانت فلورنسا – كالبندقية – تعج بالسياح الوافدين من كل اصقاع العالم وذلك بعد عامين من الغياب بسبب جائحة الكرونا. ولفت انتباهي في المدينة كثرة الباعة العرب المغاربة والباكستانيين وبعض الافريقيين السود الذين يبيعون اشياء بسيطة على الارصفة. وقد قال لي سائق تاكسي كهل اقلنا من المدينة الى المطار بعد ان سألته عن الوضع الاقتصادي للناس قال: “اني اعيش في الضاحية لان المعيشة ارخص هناك”، وعن الاتجاهات السياسية هناك اكد انه اشتراكي وليس شيوعي ولا اشتراكي ديمقراطي. وعندما سألته عن برلينغرئر زعيم الحزب الشيوعي الايطالي – وهو اكبر حزب شيوعي في اوروبا – قبل خمسين عاما قال انه يتذكره ودون ان اسأله ذكر لي اسم أنتونيو غرامشي الفيلسوف السياسي اليساري الايطالي واصفا اياه بالعظيم وقد ايدت كلامه، حيث حكم عليه الفاشيون الحاكمون في ايطاليا في الثلاثينيات من القرن الماضي بالسجن لمدة عشرين عاما، وقد الف معظم كتبه هناك رغم الرقابة الصارمة. وقد استند الى نصوصه العديد من المفكرين العرب بما فيهم محمد عابد الجابري. كما ان دانتي أليغييري الشاعر الايطالي ومؤلف كتاب الكوميديا الإلهية ايضا من مواليد فلورنسا وكان معاصرا لماركوبولو.وكذلك ولد ومات المفكر والفيلسوف السياسي نيكولو ماكيافيلّي في هذه المدينة وهو الذي عاش في عصر النهضة والف كتاب “الأمير” الذي يعتبر احد اهم كتب الفكر السياسي، والماكيافيلية معروفة لحد الان كمدرسة في السياسة.وتقع جمهورية سان مارينو المستقلة ضمن خريطة ايطاليا وعلى الشرق من مدينة فلورنسا. وهي الى جانب الفاتيكان تعتبر ثاني دولة مستقلة ضمن هذه الخريطة وثالث اصغر دولة في اوروبا، وعاصمتها ايضا تسمى سان مارينو. مساحة هذه الجمهورية الجبلية ٦١ كيلومتر مربع وعدد سكانها ٣٣٤٠٠ نسمة، وقد تأسست كدولة جمهورية في القرن الرابع الميلادي. وفي العصر الحديث، اعترف مؤتمر فيينا في العام ١٨١٥ باستقلال سان مارينو دوليا. اما الدولة الثانية في خريطة ايطاليا هي الفاتيكان التي تقع في العاصمة روما وزرتها في العام ٢٠١١. قارن ذلك بما وقع لمملكة عربستان المستقلة ومن ثم المتحالفة مع الممالك الاخرى في بلاد فارس. هذا ما ناقشته هاتفيا مع ابن بلدي سعيد سيلاوي الأحوازي الذي يقيم في مدينة بولونيا – بين البندقية وفلورنسا- والذي لم استطع من زيارته هناك رغم اصراره وزوجته ام فهد التي خاطبتني قائلة : “عليكم ان تزورونا” وعندما قلت لها ان عددنا كبير ومنزلكم صغير ذكرتني بالمثل الأحوازي: “موش مشكلة، ان البرة لنا والداخل لكم”.


الإستعلاء العرقي الفارسي ومعاداة العرب


حوار مطول لقناة الشرق مع يوسف عزيزي


ثورة الأحواز” توحّد الهتافات برحيل نظام الملالي”


جرائم لايمكن السكوت عنها


فيسبوك

تويتر

ألبوم الصور