هناك دُرر نسائية لم يذكرها احد ليس لانهن نساء فقط بل لان تاريخنا الأدبي والاقتصادي شبه ضائع ولم يهتم به احد. خاصة فيما يتعلق بالعهد الخزعلي والبهلوي. هنا استخدم اليوم العالمي للمرأة لأنحني احتراما لثلاثة نساء لم ننصفهن لا بل لم نذكرهن في مستوى فنانين رجال خدموا ايضا أدبنا وموسيقانا. الثلاث وهبيات من الأهواز العاصمة.ينتمن الى اهواز القديم الى الصخيرة والخزعلية والعامري.ابدأ مع كاظمية ام عبدويس، المرأة المرحة الفكهة التي نقلت لنا جزء من تاريخ الأهواز بل حب الأهواز وعشق القومية العربية امام المد البهلوي المعادي لكل مظاهر العروبة في الأهواز. كما انها والى جانب بنات عمومتها حبيسة ام لفتة وفطيمة ام علي، كن يشكلن مخزون ثقافي يخزن المئات من سوالف شعبنا، حيث استفدت – انا و ام حنان – من هذا المخزون؛ اولا في تجميع السوالف والحكايات الشعبية الذي نُشر بالفارسية في ايران قبل حدود ربع قرن، وثانياً ما نقله لي الصديق سعيد السيلاوي الأهوازي – ابوفهد- وسليمة فتوحي- ام حنان – حول التاريخ الاقتصادي لمدينة الاهوازي وامور فولكلورية اخرى نشرت منها في نسيم كارون ومنها كمقالات مؤخرا. وما يختص بمبدع العلوانية علوان الشويع الذي كان بيت جد حنان احد مراكزه ليطرب بفنه الحزين اهلنا في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. فلولم تكن كاظمية بذهنها الوقاد وحبيسة وفطيمة بمخزونهما القصصي لفقدنا جزء من أدبنا الشعبي وتاريخنا الاقتصادي. فتحية إجلال لهؤلاء النسوة واتمنى ان ننحت تماثيلهن عندما نال شعبنا حريته. ويبدو علينا ان ننبش كنوز هذه الأرض واعني كنوزها البشرية ليس في الاهواز فحسب بل وفي كل مدينة وقرية وحارة عربستانية. لنبحث عن المعمرين ونسجل السوالف والتواريخ ان كانت خزعلية او بهلوية. فرغم اننا تأخرنا في ذلك لكن لايزال الامر لم ينتهي ونحن بحاجة الى هذا النوع من العمل الثقافي لنواجه بصلابة كل محاولات طمس تاريخنا وأدبنا وفولكلورنا.
يوسف عزيزي
— Wednesday, March 11, 2020 —