ليلة البارحة ٧ اكتوبر ٢٠١٩ كنت مدعوًا لمحاضرة ألقتها الروائية حنان الشيخ في المكتبة البريطانية بلندن. الدعوة كانت من صديقي الأديب العراقي، سموئيل شمعون، رئيس تحرير مجلة بانيبال الإنجليزية المختصة بالادب العربي والتي خصصت عددها السابق لحنان الشيخ. سبق وان قرأت رواية “حكاية زهرة” لهذه الكاتبة اللبنانية المقيمة في لندن عندما كنت في ايران وكتبت عنها في الصحافة الفارسية. وقد تحدثت حنان عن حياتها ونشأتها الثقافية في بيروت ودراستها في القاهرة وعملها في الصحافة اللبنانية ومن ثم استقرارها في لندن واهتمامها بالعرب المهاجرين هنا واختيار ابطال رواياتها الأخيرة منهم. وقالت ان اول ما اثر عليها أدبيا هو ابونؤاس عندما كانت تلميذة في المدرسة. وعنوان المحاضرة التي ألقيت بالإنجليزية هو “حنان الشيخ:رحلتي عبر الثقافات،اللغات والكتابة- من ابونؤاس الى بنت الشيخ”. لكن ما جلب انتباهي في المحاضرة: اولا استخدمت حنان الشيخ في كلمتها، ابونؤاس دون لقبه الأهوازي، والاسوأ من ذلك، ذكرت انه مولود في البصرة. فبعد انتهاءالمحاضرة ذكرتها بخطأها، فحولتني على مستشرق إنجليزي يتحدث العربية بطلاقة، قائلة انه هو الذي اكد لها ان ابونؤاس ليس أهوازيا. فتكلمت معه فكان يستند على الويكيبديا بان ابونؤاس مولود البصرة وليس بالاهواز. قلت له: استغرب انك كأكاديمي تستند الى الويكيبيديا وهي مصدر سطحي غير موثوق به مئة في المئة، وبعد شيء من النقاش قال لي: ان هناك خلاف حول مولده،وقد طلبت منه ان يقرأ القواميس وسير الشعراء العرب بل وفتحت له في الآن ويكيبديا تتحدث عن “ابونؤاس الأهوازي” ومولده الأهواز. وفي النهاية تعذر عن هذا الخطأ، لكن هل يصححه في النص التي قرأته حنان الشيخ؟ لم اعرف. وقد فكرت مع نفسي ان الفرس صادروا اراضينا ومعالمنا ودمروا حضارتنا في عربستان والآن مع الأسف تتم مصادرة مفاخرنا من ما نعتبرهم اصدقاءنا. وبما اننا لانملك دولة ولاحكومة تدافع عن تراثنا ومفاخرنا نعتمد على جهودنا الذاتية. وقد استغربت من الحضور الكبير هناك رغم برودة الطقس ومعظمهم من العرب وبعض الإنجليز المحبين لأدب حنان الشيخ. كما ان للمكان اي المكتبة البريطانية رمزيتها باعتبارها ثاني اكبر مكتبة في العالم ومركز ثقافي جليل يحتوي بملايين الكتب بما فيها بعض كتبي.
يوسف عزيزي