قبل عامين عندما التقينا لأول مرة في لندن كنا في الواقع نعرف بعضنا البعض منذ سنوات. فهو كان يتابع كتاباتي في صحيفة الزمان في أواخر التسعينيات من القرن الماضي وأوائل القرن الحالي. فقد كان رئيس تحرير صحيفة “أوان” عند ما اتصل بي في العام ٢٠٠٧ بواسطة الصحفي العراقي سرمد الطائي طالبا مني ان اعمل معهم في صحيفة أوان الكويتية التي أسسها آنذاك د.محمد الرميحي، وقد كنت وقتها في ايران. وقد تكررت لقاءاتنا خلال صيف ٢٠١٧ قبل ان يعود الى بغداد حيث كان يعمل في الصحافة هناك.لقد توفي ابوفرح يوم امس الخميس العاشر من اكتوبر وهو ابن الثانية والسبعين في احدى مستشفيات لندن بعد صراع طويل ومرير مع المرض الخبيث. وفي آخر ايام هذه الشخصية الإعلامية والثقافية المرموقة كان ابناء بلده – الذين تأثروا بكتاباته التقدمية – يخوضون نضالا لاهوادة فيه ضد الفسادوالتبعية في العراق. اذ كان من القلائل الذين تجرأوا من نقد الأحزاب والعصابات العراقية التابعة لولاية الفقيه في طهران. بل واستهدف نفس الدكتاتور الإيراني المهيمن على مقدرات العراق. فقد بدأ حياته الصحفية في جريدة “طريق الشعب” وواصل نشاطه المهني والسياسي في مجلات وصحف عربية مختلفة في لبنان وقبرص وسورية والكويت ولندن حتى ان عاد الى العراق بعد سقوط النظام السابق.
فمنذ سنة 2010 شغل رئاسة تحرير جريدة “المدى” في بغداد. وخلال السنوات الماضية تبوأ ايضا منصب رئيس النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين.وبهذه المناسبة الأليمة، اقدم صادق عزائي الى عائلته الكريمة وأصدقاءه وزملاءه .(الصورة مع ابوفرح قبل عامين في لندن)
يوسف عزيزي
١١اكتوبر ٢٠١٩