وطن أقسى من المنفى

لمحة تاريخية عن الوضع الثقافي في عربستان الثلاثاء 2019/10/01

مجلة الجديد

یوسف یاسین عزيزي

هناك تعريفات مختلفة للثقافة في القواميس لكن ما أراه مناسباً هو ذاك الذي يعرّف الثقافة بـ”النسيج الكلي من الأفكار والمعتقدات والعادات والتقاليد والقيم المقبولة والمرفوضة في المجتمع”. وسنلقي هنا نظرة سريعة على الثقافة الأهوازية الحديثة كالأدب والموسيقى والمسرح والسينما والفنون الجميلة والإعلام. وما يتم نشره عبر الصحف والكتب والمكتبات والفرق الموسيقية والمسرحية وغيرها.

بداية لا بد من الإشارة إلى أن الحكومات الإيرانية المتعاقبة حالت منذ سنوات الشاه رضا البهلوي -الذي أسقط آخر حاكم عربي للإقليم في 1925 وحتى اليوم- دون تطور الاقتصاد والثقافة العربيين إثر هيمنة طبقة بورجوازية فارسية مقتدرة على مقاليد الأمور السياسية والاقتصادية والثقافية لإمارة عربستان التي كانت تتمتع باستقلال داخلي. وقد أغلق النظام البهلوي -الشاه رضا ونجله الشاه محمد رضا- أبواب المدارس العربية في المحمرة والأهواز واستبدلها بمدارس فارسية، ولم يسمح بنشر أيّ صحيفة عربية أو أيّ كتاب عربي أو حتى فتح أيّ مكتبة عربية ماعدا تلك التي كانت تصدر في طهران ممثلة في أسبوعية “الإخاء” ويومية “كيهان العربي” التي كانت موجهة أساساً للسفارات والجاليات العربية غير الإيرانية، ولم تكن لها أيّ صلة بقضايا الشعب الأهوازي وهمومه.

والواقع أن مناسبات التعزية الحسينية واحتفالات الأعراس ومجالس التعزية، مثلت الفضاء غير الرسمي الوحيد لإلقاء الشعر الشعبي والفصيح وعرض الموسيقى والمسرحيات الشعبية القصيرة (التمثيليات) وكذلك بعض  محلات بيع الأشرطة الموسيقية، وذلك في أجواء فارسية مدعومة حكوميا. فكان هناك مقابل العشرات من محلات توزيع الأشرطة الفارسية، ركنان لتوزيع الأشرطة العربية: تسجيلات ناصر الشميلي في حي النهضة (لشكرآباد) وتسجيلات المقدادي في حي آسيه آباد في الأهواز العاصمة، ومحل واحد في المحمرة.

وقد اختصر النشاط المسرحي في التمثيليات الشعبية التي كانت تعرض في الأعراس أو تسجل في أشرطة الكاسيت، منها ما قام به الفنان أحمد كنعاني والثنائي عيسى وبدن. وقد سُجن الأول في عهد الشاه لمواقفه السياسية القومية والأغنيات التي غناها لشهداء الحركة الوطنية الأهوازية أنذاك.

أول صحيفة عربية

بعد نصف قرن من الاستبداد الشوفيني الشاهنشاهي، كانت إقامة المراكز الثقافية في مدن المحمرة والأهواز والخفاجية والفلاحية هي الثمرة الأولى التي قطفها الأهوازيون من مشاركتهم -مع سائر الشعوب الإيرانية- في الثورة التي أطاحت بنظام الشاه. غير أن هذه المراكز تعرّضت لهجوم مسلح من قبل تحالف القوى الدينية الشوفينية والقوميين المتعصبين التابعين للسلطة الإسلامية الوليدة في نهاية حزيران 1979. وفي تموز من العام نفسه، أصدر المركز الثقافي العربي الإسلامي الذي أنشأته عناصر تابعة للسلطة -لمنافسة المركز الثقافي العربي ذي الاتجاه القومي- صحيفة حملت اسم “عرب إيران في الأهواز، غير أنها لم تستمر إلا لثلاثة أعداد وكانت بحق أول صحيفة عربية تصدر في إقليم عربستان في العصر الحديث. ولم يخبرنا التاريخ عن وجود أيّ صحيفة عربية في عربستان، لا في عهد الشيخ خزعل، ولا بعده.

فرغم سيطرة أجواء القمع والرعب في أعقاب أحداث المحمرة -التي أدت الى مصرع المئات واعتقال الألوف من المواطنين العرب- أصدر عدد من النشطاء الأهوازيين في تموز 1979 أسبوعية “الكفاح” التي يمكن اعتبارها صحيفة عربية مستقلة تصدر في إقليم عربستان. كما أصدر بعد فترة وجيزة نشطاء عرب يتبعون لمنظمة فدائيي الشعب، أسبوعية “النضال” هدفت إلى كسب الجماهير العربية. وكانت الصحيفتان شبه سريتين وصدرتا بالعربية والفارسية. الكفاح” كانت تطبع وتصدر من الأهواز العاصمة، فيما كانت “النضال” تصدر في المحمرة. وفي التنافس بين “الكفاح” كصحيفة قومية تقدمية مستقلة (كما كانت تعرف نفسها) و”النضال” التابعة لمنظمة يسارية ماركسية، كانت الأولى تحظى بإقبال جماهيري أكبر فقد انتشرت بسرعة بين الجماهير في طول إقليم عربستان وعرضه.

مع اندلاع الحرب الإيرانية-العراقية في أيلول  1980 قضى النظام الإيراني على كل نشاط سياسي وثقافي أهوازي فشهد شهر آب صدور آخر عدد من صحيفة “الكفاح” ولم تكن قد بلغت عددها العاشر.

وهكذا غدت احتفالات الأعراس ومجالس العزاء الفضاءين شبه الوحيدين لإلقاء الشعر الشعبي والفصيح وإلقاء الخطب الاجتماعية، وقد هجر معظم الناس مدنهم وقراهم خلال السنوات الأولى للحرب (1980-1988).

بعد الحرب

في عهد رفسنجاني (1988-1997) وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، تحركت الساحة الثقافية الإيرانية الآسنة، خصوصاً في طهران وشمل ذلك إقليم عربستان، حيث بدأت مدينة الفلاحية تشهد بعض الحراك الأدبي فأقيم احتفال سنوي للشعر العربي بمناسبة ميلاد الإمام المهدي شاركت فيه قامات الشعر الشعبي والفصيح كفاضل السكراني وعباس العباسي وموسى الجرفي، وقُدمت خلاله الجوائز للشعراء الموهوبين. كما شهدت مدينة الخفاجية نشاطا مسرحيا وبذلك أصبحت الفلاحية مدينة الشعر والخفاجية مدينة المسرح.

وفي عهد الرئيس محمد خاتمي الموصوف بأنه إصلاحي، وإثر الانفتاح الجزئي في الأجواء السياسية، عادت الساحة الأهوازية لتشهد حراكا ثقافيا في مجال نشر كتب الشعر والقصة والتاريخ -باللغتين العربية والفارسية- وبالطبع كانت حصة الأسد للشعر الشعبي. كما أنشئت بضع فرق موسيقية ومسرحية وافتتحت مكتبات لبيع الكتب، غير أن الساحة شهدت عراقيل جمة أخذت المؤسسات الحكومية تضعها أمام الكتابة والنشر باللغة العربية، وظهر تمييز فاحش بين الدعم الذي يقدم للكتب والفرق الموسيقية والمسرحية الفارسية وبين ما يقدم لنظيراتها العربية، فالأقلية غير العربية في عربستان كانت تتمتع بحصة الأسد، فيما يُقدم الفتات للأغلبية العربية في الإقليم.

وفي هذه الفترة تم اصدار ثلاث صحف هي “الشورى” و”صوت الشعب” و”الحديث” باللغتين العربية والفارسية، إذ أن القانون الإيراني لا يسمح بأن تصدر صحف القوميات غير الفارسية – وهي قليلة جدا قياسا بالفارسية- إلا بلغتين: اللغة الفارسية ولغتها القومية. وفي عهد خاتمي، باءت محاولات الأهوازيين المطالبين بالتعليم باللغة العربية في المدارس بالفشل. وقد جرى في تلك الفترة تأسيس 35 مؤسسة ثقافية ومدنية في الأهواز العاصمة.

من جهة ثانية أصبحت لدينا خلال العقدين الماضيين، وللمرة الأولى، سينما عربية أهوازية بفضل جهود مخرجين كمحمد رضا الفرطوسي وحبيب باوي الساجد، وذلك بعد مرور سبعين عاما على نشوء السينما الإيرانية. وللمرة الأولى شهدنا إصدار كتب روائية وقصصية باللغة العربية، منها ما هو موجه للأطفال وبرزت بعض الكاتبات الأهوازيات؛ وكانت مريم لطيفي هي الرائدة في هذا المجال.

بعد الانتفاضة الشعبية بعربستان في نيسان 2005 وانتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد عدنا إلى المربع الأول، وهذا التقهقر ينطبق أيضا على سائر الشعوب الإيرانية. ولا توجد حاليا لنحو 6 ملايين عربي في جنوب وجنوب غرب إيران إلا شهرية واحدة هي “البيان” التي تصدر باللغتين العربية والفارسية وتخضع لرقابة أشد من تلك التي تخضع لها الصحف الفارسية. كما تم إغلاق بعض المواقع الثقافية منها موقع “بروال” ومُنعت مؤسسة “الهلال” الثقافية -وهي مؤسسة مستقلة- من النشاط، وزجوا بمعظم نشطائها في السجن، أبرزهم ماهر الدسومي وقيس الغزي وناجي السواري.

 في السنوات الأخيرة انخفض النشاط الثقافي والفني في الإقليم بشكل ملحوظ، خاصة بعد الهجوم المسلح على منصة العرض العسكري في الأهواز في 22 أيلول 2018 واعتقال نحو 800 ناشط من المدنيين. كما تم اعتقال العديد من المثقفين والناشطين في الحقل الثقافي على إثر السيول التي اجتاحت الإقليم في آذار الماضي، منهم المؤرخ حسين فرج الله كعب وعلي الخنفري، وذلك بسبب دورهم المستقل في إغاثة المناطق المنكوبة!

من موقعي كشاهد على مسار الحركة الثقافية الأهوازية خلال العقود الستة الماضية، يمكنني القول إن هناك تطورا ملحوظا في هذا المجال قياسا بما كانت عليه الحال قبل نصف قرن. فقد تفجرت الطاقات الثقافية للشعب العربي الأهوازي بعد قيام الثورة على الشاه رغم ما حدث من مصادرة لها من قبل رجال الدين والقوى المعادية لتطلعات الشعوب غير الفارسية.

ولا بد من التأكيد على أن التغيرات التي شهدها النشاط الثقافي خلال العقود الأربعة الماضية ما برحت مرتبطة بشكل حاسم بالأوضاع السياسية واتجاهات الحكومات المتعاقبة في الجمهورية الاسلامية الإيرانية، فيتسع الوضع الثقافي باتساع رقعة الحريات وينكمش بانكماشها.

وما أراه خلاصة، أن على النشطاء والفاعلين الأهوازيين اليوم مواصلة العمل على إنشاء مواقع إلكترونية وصحف ورقية وإلكترونية وتأسيس دور نشر وفتح المكتبات والمؤسسات الثقافية المستقلة والتأكيد على الاستمرارية في العمل الثقافي، والعمل وفق نظرة مستقبلية إلى الأمور، ويحتاج هذا العمل لا سيما في ظروف هذا الطور من النظام الاستبدادي في إيران والمواقف العنصرية الثابتة نحو العرب إلى نفس طويل، وعدم توقع قطف الثمرات الآنية والسريعة. وبالتالي ينتظر من النشطاء العرب في الأهواز، داخلا وخارجاً العمل بصورة احترافية لا سيما في التعامل مع أمور الرقابة الحكومية، ولا بد من أخذ الدروس من إخفاقات النشطاء السابقين. كما ينبغي أن لا يتمركز النشاط الثقافي داخلاً في العاصمة فقط، بل أن تتحرك المدن الأخرى في الإقليم وتساهم بصورة أوسع في الحراك الثقافي والفني. وفي نظري أن مشكلة التمييز الثقافي لن تحل جذريا دون زوال نظام الاضطهاد القومي بأكمله ورفع الهيمنة الفارسية عن إقليم عربستان. لكن للوصول إلى تلك الثمرة التاريخية يستدعي أن لا نهمل الأمور التي أشرت إليها ليمكننا أن نهيّئ الأرض الصلبة لهذا الهدف التاريخي.

جديد الموقع

هورنا مجفف وهورهم يبهر العالم رحلة أحوازية الى ارض النهضة ؛ فلورنسا والبندقية- يوسف عزيزي: في العام ١٩٧٦ وخلال رحلتي الى اوروبا وشمال افريقيا لم اتمكن انا ومرافقي الجيلكي علي مقدسي من زيارة مدينة البندقية، حتى ان سنحت لي الفرصة ان اقوم بذلك في الفترة ٢٧-٣١ يوليو ٢٠٢٢، ومن ثم زرت مدينة فلورنسا من ٣١يوليو -٣ اغسطس من نفس العام . مدينة البندقية، التي توصف ب”ونيز” بالانجليزية ، مبنية على المياه، ما عدى المطار – واسمه ماركوبولو – وبعض الاراضي اليابسة المتصلة به. وماركوبولو (١٢٥٤-١٣٢٤م) ابن هذه المدينة معروف بمغامراته ورحلاته الى الشرق وخاصة الهند والصين في القرن الثالث عشر. وقال لي شخص يعرف الأهوار والمستنقعات ان البندقية قامت على بعض المناطق اليابسة في الأهوار الواقعة على هامش البحر وانا اتصور ان تلك الأهوار كانت تشابه اهوارنا كهور الحويزة والعظيم، وان مباني البندقية تم تشييدها على بقع يابسة مرتفعة كتلك التي نحن نصفها ب”الجبايش” في اهوارنا، لكن هنا في اوروبا اصبحت البندقية مدينة تبهر العالم وتجلب الملايين من السياح ليدروا عليها ايرادات تعادل بل تفوق ايرادات النفط التي يُستخرج من أهوار الحويزة والعظيم والذي ادى الى ان تجفف الشركة الوطنية الإيرانية للنفط هذه الأهوار لتتمكن وبمشاركة الشركات الصينية ان تنهب نفط تلك المنطقة وتدمر البيئة وتهجر السكان الأحوازيين من هناك.وفي مدينة البندقية القائمة على مياه البحر الادرياتيكي، لاترى تكسي ولا سيارة ولا حافلة، فكل ما في الامر هو: تكسي بحري وباص بحري. بل شاهدت ان بعض القوارب الكبار تقوم بمهمة الشاحنات لنقل التراب من المباني التي يتم تهديمها وكذلك لجلب الطوب والاسمنت وسائر مواد البناء. كما توجد في البندقية اشارات مرور لكن ليس في الشوارع المبلطة كما في كل مدن العالم بل في مفارق الشوارع المائية. وهناك العديد من الفنادق في المدينة لكننا كمجموعة استأجرنا شقة لانها كانت ارخص. هنا تشاهد الكنائس العديدة وقصور الدوقات (جمع دوق، حاكم الإمارة) ومركزها الرئيسي ساحة San Marco “سن مارك” في وسط البندقية. هناك قصر رئيسي في هذه الساحة والى جنبه سجن المدينة الذي يقع قسمه التحتاني في الماء. وقد زرنا كنيسة St Zaccaria (القديس ذكريا) وشاهدنا ارضيتها المغمورة بالمياه. وبين العديد من الجسور المبنية على الشوارع المائية هناك جسر يوصف بجسر الشجار حيث كان المنتسبون للنقابات المختلفة في القرون المنصرمة يتجادلون ويتشاجرون هناك، يمكن ان نصفه بجسر “البوكسيات” باللهجة الأحوازية. كما توجد جزيرة بالقرب من المدينة توصف ب “ليدو” يمكن الوصول اليها بالتاكسي او الباص البحري. وبعد الوصول الى محطة الجزيرة يمكنك عبور عرض الجزيرة مشيا على الاقدام خلال عشر دقائق وهناك تصل الى ساحل رملي مناسب جدا للسباحة لان عمق البحر يزداد بالتدريج وبعد نحو ثلاثين مترا تستطيع ان تسبح في المكان العميق الذي لايمكنك المشي فيه. وقد تطورت التجارة في البندقية في القرن الثالث عشر الميلادي اثر جهود عائلة ماركو بولو واخرين حيث تزامن ذلك مع انبثاق عائلة مديشي المصرفية والسياسية في فلورنسا. وكانت البندقية امارة مستقلة قبل توحيد ايطاليا من قبل غاريبالدي في القرن التاسع عشر. لكن الشعب هنا وفي اخر انتخابات او استفتاء في العام ٢٠١٩ رفض الاستقلال واستمر في الحياة مع ايطاليا محتفظا بحقوقه الثقافية والسياسية. ويبدو ان الامر يعود الى الوضع الاقتصادي المناسب للمدينة بسبب السياحة التي تبدأ من شهر مارس وتنتهي في شهر نوفمبر وتدر الاموال على هذه المدينة. كما ان لغة اهل البندقية لاتختلف كثيرا عن الايطالية حسب ما سمعت منهم. في فلورنساتبعد نحو ساعتين بالقطار من البندقية ولعبت دورا تاريخيا في انبثاق عصر النهضة والذي كان نقطة انعطاف في الحياة العلمية والفنية والثقافية في اوروبا بل والعالم. فعلاوة على العديد من الكنائس الكبيرة هناك متاحف تضم تماثيل ولوحات من مايكل أنجلو، ورافائيل وأخرين تبهر البصر وتثير الاعجاب. ويعد متحف Uffizi museum اهم هذه المتاحف. اذ كانت فلورنسا – كالبندقية – تعج بالسياح الوافدين من كل اصقاع العالم وذلك بعد عامين من الغياب بسبب جائحة الكرونا. ولفت انتباهي في المدينة كثرة الباعة العرب المغاربة والباكستانيين وبعض الافريقيين السود الذين يبيعون اشياء بسيطة على الارصفة. وقد قال لي سائق تاكسي كهل اقلنا من المدينة الى المطار بعد ان سألته عن الوضع الاقتصادي للناس قال: “اني اعيش في الضاحية لان المعيشة ارخص هناك”، وعن الاتجاهات السياسية هناك اكد انه اشتراكي وليس شيوعي ولا اشتراكي ديمقراطي. وعندما سألته عن برلينغرئر زعيم الحزب الشيوعي الايطالي – وهو اكبر حزب شيوعي في اوروبا – قبل خمسين عاما قال انه يتذكره ودون ان اسأله ذكر لي اسم أنتونيو غرامشي الفيلسوف السياسي اليساري الايطالي واصفا اياه بالعظيم وقد ايدت كلامه، حيث حكم عليه الفاشيون الحاكمون في ايطاليا في الثلاثينيات من القرن الماضي بالسجن لمدة عشرين عاما، وقد الف معظم كتبه هناك رغم الرقابة الصارمة. وقد استند الى نصوصه العديد من المفكرين العرب بما فيهم محمد عابد الجابري. كما ان دانتي أليغييري الشاعر الايطالي ومؤلف كتاب الكوميديا الإلهية ايضا من مواليد فلورنسا وكان معاصرا لماركوبولو.وكذلك ولد ومات المفكر والفيلسوف السياسي نيكولو ماكيافيلّي في هذه المدينة وهو الذي عاش في عصر النهضة والف كتاب “الأمير” الذي يعتبر احد اهم كتب الفكر السياسي، والماكيافيلية معروفة لحد الان كمدرسة في السياسة.وتقع جمهورية سان مارينو المستقلة ضمن خريطة ايطاليا وعلى الشرق من مدينة فلورنسا. وهي الى جانب الفاتيكان تعتبر ثاني دولة مستقلة ضمن هذه الخريطة وثالث اصغر دولة في اوروبا، وعاصمتها ايضا تسمى سان مارينو. مساحة هذه الجمهورية الجبلية ٦١ كيلومتر مربع وعدد سكانها ٣٣٤٠٠ نسمة، وقد تأسست كدولة جمهورية في القرن الرابع الميلادي. وفي العصر الحديث، اعترف مؤتمر فيينا في العام ١٨١٥ باستقلال سان مارينو دوليا. اما الدولة الثانية في خريطة ايطاليا هي الفاتيكان التي تقع في العاصمة روما وزرتها في العام ٢٠١١. قارن ذلك بما وقع لمملكة عربستان المستقلة ومن ثم المتحالفة مع الممالك الاخرى في بلاد فارس. هذا ما ناقشته هاتفيا مع ابن بلدي سعيد سيلاوي الأحوازي الذي يقيم في مدينة بولونيا – بين البندقية وفلورنسا- والذي لم استطع من زيارته هناك رغم اصراره وزوجته ام فهد التي خاطبتني قائلة : “عليكم ان تزورونا” وعندما قلت لها ان عددنا كبير ومنزلكم صغير ذكرتني بالمثل الأحوازي: “موش مشكلة، ان البرة لنا والداخل لكم”.


الإستعلاء العرقي الفارسي ومعاداة العرب


حوار مطول لقناة الشرق مع يوسف عزيزي


ثورة الأحواز” توحّد الهتافات برحيل نظام الملالي”


جرائم لايمكن السكوت عنها


فيسبوك

تويتر

ألبوم الصور