يوسف عزيزي
الشعب العربي في إيران: من اجتماع حزب بان ايرانيست الى عيد الچفافي والهوسات:
القصة الاولى
في عهد الشاه وبالدقة في أوائل الستينيات من القرن الماضي، أقام حزب بان ايرانيست وبترخيص من السافاك، اجتماعا في دوار ٢٤ متر (فلكه مجسمه) بالأهواز،ألقى فيه محسن بزشكبور، قائد ومؤسس الحزب، كلمة باللغة الفارسية ينضح منها العنصرية والعداء للعرب. لكن وبعد دقائق قطع كلمته ونزل من المنصة متجها الى رجل أهوازي يرتدي الكوفية وسرعان ما نزع الكوفية من على رأس الرجل العربي وقذفها الى الارض . بعد نحو ٥٥ سنة اي في مارس ٢٠١٨ اجتمع الألوف من العرب في شارع نادري بالقرب من ذلك الدوار محتجين على الاعلام الرسمي ومؤكدين على قوميتهم وعروبتهم.
القصة الثانية: في عيد الفطر بالعام ١٩٧٥كنت في الخفاجية مع اثنين من الأصدقاء نقوم بمعايدة الأقرباء والاصدقاء وإذا بسيارة مجهزة بمكبرة صوت تدعي الناس وباللغة الفارسية الى مناسبة شاهنشاهية لاعلاقة لها بالعيد وقد استمرت بذلك لعدة ساعات، والقصد هو التشويش وتخريب العيد. وكان في السيارة التي كانت من طراز بيكان، ضابط طهراني فاسد الأخلاق سيّء الصيت كان قبل نفيه الى الخفاجية، مامور تعذيب في سجن مخيف وسط طهران لم اسلم انا من تعذيبه عندما كنت طالبا ومسجونا في ذلك السجن بطهران. وقد تم إعدامه مع حفنة من السافاكيين بعد قيام الثورة. وأما الثاني الذي كان معه هو من الخفاجية ويدعى ملة ر-ح، وهو حي يرزق . وكانت الحكومة الشاهنشاهية تحارب الاحتفال بعيد الفطر بأشكال مختلفة وفِي كل مدن عربستان. لكن اليوم ترتدي الجماهير العربية – من الجبل الى البحر – الزِّي العربي اثباتا لهويتها وعيدها الوطني بل وتتحدى احيانا النظام بالمظاهرات والهوسات، وهو ماشاهدناه يوم الجمعة الفائتة.
النتيجة: ان التاريخ يشهد تطورا مطردا رغم المطبات والاعوجاجات التي تتخلل مسيرته. فقد شهد شعبنا العربي الأهوازي خلال العقود الماضية تطورا اجتماعيا وسياسيا لابأس به نتيجة لكفاحه وسائر الشعوب في ايران لكن ماينقصه المزيد من الوعي السياسي والتنظيمي والسلوكي، فبالرغم من ذلك انا متفائل بمسيرة هذا الشعب وحراكه خاصة في الداخل.
١٧|٦|٢٠١٨