رحل فارس الكلمة، ملك الابوذية، بقية السيف للقصيدة العربية ، رائحة الطيب للنخيل الدورقية، المثقف المخضرم،المتمرد على حدود عصره السُفلي. رحل فاضل، حامل هموم “الضاد” في بلاد تعاديها. مات المحارب ولم يمت، حارب بحسام المفردات العاشقة وانقذ الحب والغزل والابوذية. حاولت يا فاضل، يا شاعر ان تثبت اركان لغة كادت ان تندثر في زحمة الاعجمية، وقد نهلت من مياه الفلاحية، من آبار امرء القيس والمتنبي و ابي نؤاس وابن معتوق وكل فحول الكلمة العربية والاعجمية. لا والله لن يجف الشعر في ارض بلادي. شعرك يعشعش كالهزار في بساتين عربستان ويطير كالنورس في بحر عبادان. بل ويعبق بعطره، ارض الرافدين والكويت والبحرين. فيا صديقي المارد،يا مقيم ارض “سلمان” اين التقيك بعد الان؟ فاي باب اطرقه عندما ادخل الفلاحية؟ لابد لي وان اسأل الهور عنك ومياه الفلاحية، فهل تتذكرك ذاكرة “الجراحي”؟ فاني على يقين بان المياه والنخيل والاجيال لن تنساك. فمنذ اربعين حولا وانا انزل ضيفا عليك في فلاحيتي، في فلاحيتك، وانت تستقبلني كالطفل، كالولهان، كالشاعر، كالشيخ، كالمتجاوز لإطار عصرك وفكره وادبه. تستقبلني بحنانك وشعرك، بمنطقك وتاريخك ودورقك ونهرك ونخيلك وكل ما في هذه الارض من حب وادب وبركة. اين التقيك يا ابامهدي بعد الان؟ فعزائي بعد رحيلك هي قصيدة بليغة جميلة اسمها “عادل”، تركتها لنا نحن احبائك واصدقائك. فتحياتي لك يا سرمدي يا شاعر شعبي ويا مبدع عربي. وعزائي الى صاحب العزاء الشاعر الموهوب عادل والى شباب وشيوخ الفلاحية
يوسف عزيزي
18 يناير2014