قامت الإدراة المتشددة في صحيفة همشهري الإيرانية بطرد الصحفي المعروف يوسف عزيزي بني طرف الذي يعتبر من أعضاء هيئة تحرير الصحيفة و من المؤسسين البارزين الاوائل لها.
يذكر بأن السيد يوسف عزيزي قام ومنذ الأيام الاولى لتأسسيس صحيفة همشهري في بدايات العام 1992م وبدعوة من نخبة المؤسسين الاوائل لهذه الصحيفة في العمل الجاد و المساهمة الفاعلة للنهوض بالواجب الإعلامي الجديد و النوعي لهذه الصحيفة ، حيث أنه قام بالعمل والمساهمة الجماعية في تفعيل عمل هذه الصحيفة ، حيث كانت بدايات عمله فيها تشمل مجالات ترجمة الاعمال الفكرية و ترجمة النتاجات الأدبية العربية الحديثة وغيرها، لاسيما كتاباته للقصص والمقالات والدراسات التي ساهمت في إثراء المضامين الفكرية لهذه الصحيفة.
من جانب آخر فإن السيد يوسف عزيزي قد أثرى دراساته و أبحاثه الميدانية من خلال سفراته المتنوعة للدول العربية مثل : العراق والكويت ومصر وليبيا وعمان ، إستطاع من خلال ذلك أن يخلق إبداعات خالدة في المجال الكتابي و الفكري، وبالتالي فإن نشر هذه النتاجات في الصحيفة أعطى دعاية واسعة ونوعية لها، فكانت تأثيرات مساهمته و الطاقم المخلص في الصحيفة كبيراً و مؤثراً في مصداقيتها.
على صعيدٍ آخر، كانت لإجراءه اللقاءات الصحفية مع الشخصيات العربية المرموقة في الوطن العربي الأثر الإيجابي الكبير في تقدم سير هذه الصحيفة و سرعة إنتشارها في عموم ايران، فهذه الخطوات و الإبداعات قد فتحت الباب واسعاً لتوعية القاريء في ايران بما يدور في الوطن العربي من أمور و بالعكس ايضا ، كان الهدف منها التواصل و الـتآخي بين الإيرانيين و جيرانهم العرب في التقرب بين هذه الدول المجاورة و نبذ الفرقة و التشرذم الذي كان و ما يزال يخدم أعداء هذه الأمة العربية ـ الإسلامية ، و كانت لأبحاثه ودراساته الأكاديمية حول القوميات الساكنة في إيران: (( من آذريين واكراد وعرب و تركمان وبلوش وغيرهم )) كانت ومازالت لها الأثر الكبيرعند المتابعين الإيرانيين ، من جهة ، و القراء المهتمين من الشعوب المنتمية لهذه القوميات ، من جهة أخرى .
والجدير بالذكر أن الهيئة المتشددة في الصحيفة و من خلال نظرتهم المتخلفة بإعتبار أن الصحيفة و كأنها غنيمة حرب ، و بممارستهم الضغوط الكبيرة منذ ما يقرب من عام على الصحفيين البارزين فيها امثال: كاظم شكري وجنان صفت وسبوكي أستطاعوا أن يطردوا هؤلاء الواحد تلو الآخر بحجج و ذرائع مختلفة بسبب إنتمائهم للتيارالإصلاحي ، واليوم يعيدون ضغوطاتهم و ألاعيبهم الرخيصة هذه بطرد السيد بني طرف ليس لشيء بل لمجرد أنه باحث اكاديمي يقدم دراسات قل نظيرها حول القوميات الساكنة في إيران وبالخصوص أبحاثه الأكاديمية المهمة حول التاريخ و الشعب العربي في عربستان و إثارة هذه المسألة المهمة في ايران ربما تعتبر من الأمور الحساسة في الفكر الإيراني و بالخصوص عند القوميين الفرس العنصريين .
إن الإستراتيجية التي يقوم عليها هؤلاء المتشددون الجدد في الصحيفة هي طرد المفكرين والمراسلين البارزين فيها وإستبدالهم بأصدقاءهم المنتمين للفكر المتشدد الرجعي ، أي بمعنى تطهير الصحيفة من الكادر المخلص والمفكرين الاحرار. و نتيجة لتلك الأعمال غير المسؤولة تسود اليوم حالة عدم الثقة وعدم الأمان في مكتب الصحيفة وتوسعت رقعة اليأس على الكوادر البارزة والكتاب والمراسلين الحقيقيين في هذه الصحيفة الذين يرون و بشكل مستمر كيف يطردون أصدقائهم المخلصون من وظائفهم و أعمالهم لأسباب غير مبررة ، ولقد أستطاع هؤلاء المتشددون الجدد أن يطردوا العشرات من هؤلاء الكتاب المخلصون ومن مختلف الأقسام التابعة للصحيفة ، كطردهم لنورهاشمي مدير قسم الإعلانات ، مما أثر ذلك في مصداقية الصحيفة التي جعلها في مهب الريح بسبب تلك التصرفات الرجعية و المتخلفة ، بعد أن كانت صحيفة همشهري من الصحف الأكثر قراءة و الأوسع إنتشاراً في عموم إيران .
و مما يجدر ذكره فإن هذه الأعمال الصبيانية و المتطرفة تـُمارسْ من قبل الجناح المتشدد في ايران ضد كل من كان و ما يزال يدافع عن الفكر الإصلاحي و عن النهج الإصلاحي في ايران .
لذلك فإن موقع عربستان يناشد الأخوة و الأخوات العربستانيين أن يقفوا مع إبنهم البار و المخلص السيد يوسف عزيزي بكل السبل الممكنة و الضغط على المسؤولين في الدولة الإيرانية على إحترام حقوق الصحفيين في ايران التي هي تعاني أصلا من تزايد الإنتهاكات الإنسانية و الصحفية منذ وصول المتطرفون الى سدة الحكم.