جابر احمد
مدونات ايلاف 2011-06-08
في ظاهرة غير مسبوقة و الاولى من نوعها في تاريخ الشعب العربي الاهوازي الحديث والمعاصر ورد اسم الكاتب و الباحث الاهوازي الاستاذ يوسف عزيزي في قائمة نشرتها مجلة” أريبيان ببزنس” والتي ضمت 500 شخصية عربية ممن استطاعوا التأثيربدرجة كبيرة في مجتمعاتهم أو في المجتمعات التي يعيشون فيها “مما يعتبر انجازا مهما له ولشعبه و للقضية التي ناضل من اجلها وكرس جل حياته لها .وفي هذا المجال قال السيد حسن عبد الرحمن رئيس تحرير مجلة
وخرجت” أريبيان بيزنس ” هذا العام عن العادة، بعد أن أرتأت هيئة التحرير توسيع القائمة لتشمل 500 شخصية بدلاً من 100، منها أربعون لنساء عربيات ينشطن في مختلف مناحي الحياة بدءا من الأعمال إلى الأدب إلى الإعلام إلى منظمات العمل المدني والفن والطب والعلوم. وذلك حرصاً منا على إلقاء الضوء على أكبر عدد ممكن من الشخصيات العربية التي تسهم وتؤثر في مجتمعاتنا العربية” .
وأضاف عبد الرحمن:” جاء العمل في القائمة الحديثة بزيادة العدد إلى 500 شخصية، مع علمنا أن ذلك يشكل تحدياً كبيراً لفريق العمل الذي استغرق وقتاً طويلاً وصعباً لاستكشاف وتحديد مئات من الشخصيات وإضافتها إلى القائمة، وعلى مدى أشهر، عمل فريق محرري “أريبيان ببزنس” بحثاً واستقصاءاً للوقوف على مدى تأثير وقوة ونفوذ أقوى الشخصيات العربية سواءً في عالم الأعمال أو الإعلام أو الرياضة أو الترفيه أو السينما والموسيقى والأدب والفن والتحصيل العلمي والأكاديمي. وكانت النتيجة أن شهدت قائمة هذا العام أكبر تغيير من نوعه على مدى السنوات الست الماضية، حيث زاد عدد الشخصيات في القائمة 400 شخصية وهو رقم قياسي سوف يعمق من الإشكالية والاختلاف الذي تثيره القائمة سنويا .
وعلى ضوء ما ورد فاننا نلاحظ ان انتخاب الاسماء” استغرق و قتا طويلاوصعبا ” مما يؤكد ان انتخاب الاخ يوسف عزيزي لم يكن امرا اعتباطيا وانما جاء بعد التحقيق و التقصي لانتاجه في شتى المجالات السياسية و الادبية والابداعية وتحديه المستمر لسلطة الاستبداد الديني ما يقارب اكثر من ثلاثة عقود . وقد اكدت “ارايبيان بيزنس” ان هذا الانتخاب يعود اساسا الى دفاع يوسف عزيزي من حقوق الشعب العربي الاهوازي في ايران مشيرة الى اعتقاله لفترة في السجون الايرانية بسبب هذا الدفاع المستمر منذ عقود.
لقد تعرفت على الاستاذ يوسف عزيزي منذ عودتي من المنفى عام 1979 ولم ينقطع التواصل بيننا طيلة ثلاثة عقود، فكنا كلانا اعضاء في وفد الشعب العربي الاهوازي الذي ذهب الى طهران للتفاوض مع اول حكومة تشكلت بعد انتصار الثورة وكما كان لي الشرف ان اكون احد اعضاء هيئة التحريرالتي ترأسها الاستاذ يوسف و التي اصدرت اول نشرة بالعربية في الداخل وهي صيحفة ” الكفاح ” التي صدر منها عشرة اعداد ابان ربيع الثورة الايرانية الذي ذبلت شتلاته قبل ان تزهر وتتفتح ورودها .
تعرض الاستاذ يوسف اثناء مسيرته النضالية الى الملاحقة والمطاردة من قبل اجهزة الامن الايراني في العهد الملكي المعروفة ب السافاك، كما اصبح فيما بعد عرضة للمطاردة من قبل اجهزة الامن التابعة للنظام الشمولي الديني في ايران، فاعتقل اثناء موجة الاعتقالات والاعدامات الواسعة في عام 1981 ولو لا العناية الالهية لكان اليوم في عداد الشهداء .
نتيجة لملاحقته ووضعه تحت الراقبة المستمرة في اقليم عربستان آثر الهجرة الى طهران وحاول ان ينشط من هناك حيث اتيحت له فرصة التحرك خاصة بعد انتهاء الحرب العراقية – الايرانية ، ومن ثم مجيء خاتمي الى السلطة و الحريات النسبية التي سادت عهده. نشط يوسف بكل ما يستطيع من قوة فنشر كتب عدة من بينها ” حته الهور و المستنقع ” وايران ” الحائرة بين الشمولية و الديمقراطية ” كما اشرف على اصدار سلسلة نسيم كارون حيث صدر منها العديدين الاول والثاني وقد تشرفت بالمساهمة بمجهود متواضع في كلا العديدين . كما كان اثناءها يتحرك وعلى نفقته الخاصة في طول ايران وعرضها لالقاء محاضراته في الجامعات الايرانية حول قضية الشعب العربي الاهوازي ونشر افضل البحوث بالفارسية منها الجذور التاريخية للشعب العربي الاهوازي “الشعب العربي الاهوازي الاصل و الهوية ” و “التنمية والمسالة القومية “حيث قمت بترجمتهما تحت اشرافه ونشرتها على المواقع والصحف العربية . وقد تمت محاضراته في هذه الجامعات بدعوة من طلابها وهذه الجامعات هي : 1) جامعة طهران – كلية القانون 2) جامعة الطب – طهران 3) جامعة العلامة الطباطبائي – طهران 4) جامعة العلوم والصناعة – طهران 5) جامعة اصفهان 6) جامعة زنجان 7) جامعة تربية المعلمين – كرج 8) جامعة اروميه تبريز .
في 15 نيسان من عام 2005 حدثت انتفاضة الشعب العربي الاهوازي تعرض شعبنا خلالها الى موجة ظالمة من الاعتقالات والاعدامات وذلك اثر المظاهرات التي اندلعت احتجاجا على سياسة التطهير العرقي والتي اكدتها وثيقة تسربت من مكتب محمد علي ابطحي مستشار الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي، فما كان من الاستاذ يوسف عزيزي الا ان يدعو الى عقد مؤتمر صحفي في مكتب السيدة الحائزة على جائزة نوبل شيرين عبادي بطهران ليشرح ابعاد مايجري في اقليم عربستان، وقد ترافق ذلك مع صعود احمدي نجاد وشلته في البرلمان وسائر المؤسسات الحكومية وبعد انتهاء المؤتمر القت السلطات ايرانية القبض عليه ونقلته مخفورا الى مسقط راسه عربستان ، وقد تعر ض اثناءه لشتى الضغوط النفسية وبقي في السجن ما يقارب الثلاث شهور ثم خرج بكفالة مالية كبيرة .
واثناء اطلاق سراحه كان يستدعى لمراكز الامن وكانت توجه اليه اشد انواع التهديدات وذلك لثنيه عن الكتابة وانذاره بتنفيذ اقسى العقوبات اذا لم يلتزم بذلك ، الا انه واصل تحديه وكالعادة استمر بنشر بحوثه ومقالاته سواء في الصحف الايرانية او العربية مع العلم انه كان قد فصل من وظيفته كمحرر في جريدة همشهري كما ورد اسمه في قائمة ضمت اكثر من 322 كاتب وكاتبه ومن مختلف القوميات الايرانية مطلوب تصفيتهم جسديا .
ورغم هناك نص قرأني صريح يقول ” لا تؤازروا وازرة وزر اخرى ” الا سلطات الامن الايراني حرمت ابنته حنان عزيزي من مواصلة دراستها العليا وضيقت الحناق على ولده افنان الذي كان يدرس في بيروت ، فانتقل منها الى دمشق حيث القي القبض عليه في سورية بايعاز من الامن الايراني وزج في سجن كفر سوسة بدمشق ولو تدخل منظمات حقوق الانسان وبعض الاشقاء العرب من بينهم الاستاذ عمر موسى لسلم الى ايران حيث اطلق سراحه بعد واحد واربعين يوما و استقبله بلد ثلاث هي كندا .
وظل الاستاذ يوسف عزيزي ورغم كل التهديدات يواصل نشاطه واثناء محاكمته والتي استمرت ثلاث سنوات عانى معاناة لا لها اول ولااخير حيث صدر حكم بحقه يقضي بسجنه لمدة خمس سنوات وذلك بحجة تهديد امن وسيادة ايران للخطر. وبعد استئناف الحكم اثر السرية في تحركاته و تسنى له الخروج من البلاد و التوجه الى دولة مجاورة ومن هناك توجه الى بريطانيا حيث حصل على حق اللجوء السياسي في هذا البلد. وخلال هذه الرحلة تعرضت عائلته التي التحقت به فيما بعد الى شتى انواع المعاناة من هنا فان عقيلته السيدة سليمة الفتوحي تعتبر شريكة للتقدير الذي حضي به الاخ يوسف ، كما ان ادراج اسمه في قائمة ضمت اشهر المفكرين و المبدعين العرب هو ايضا تقدير لشعبنا العربي الاهوازي الذي يعاني من الاضطهادين القومي والاجتماعي طيلة ثمان عقود.
– See more at: http://elaphblogs.com/post/500%20%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9%20%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9%20%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85%20%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81%20%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2%D9%8A-16373.html#sthash.HRQ1Co6U.dpuf