الحركة النسائية في ايران؛ ماضیها وحاضرها

0,,15792715_303,00
یوسف عزیزي – الحوار المتمدن

يصادف يوم الاثنين الثامن من مارس، اليوم العالمي للمرأة حيث يحتفل به العالم و خاصة النساء تقديرا لدور المرأة في المجتمع الانساني. ولايران حالة شاذة في هذا المجال؛ فلم يعترف لا النظام السابق و لاالنظام الحالي بهذا اليوم. اذ كان يوم ولادة ام الشاه السابق وزوجة الشاه الاسبق والذي يصادف 16 ديمسبر يوم المرأة الايرانية وقد ابطلت الجمهورية الاسلامية بعد قيام الثورة الاسلامية، هذا الامروعينت يوم ولادة فاطمة الزهراء بنت الرسول يوما للمرأة الايرانية. غير ان مجموعات نسائية علمانية نشطة في المجتمع الايراني دعت مؤيديها ولاول مرة في 8 مارس من العام الماضي للاجتماع في احدى حدائق طهران محاولة بذلك تطبيق يوم المرأة الايراني مع صنوه العالمي. وحضرت ذلك الاجتماع شيرين عبادي التي حازت على جائزة نوبل للسلام في اكتوبر الماضي.

والتاريخ في ايران و كسائر البلدان الاسلامية هو تاريخ ذكوري لم يتسع فيه المجال للمرأة الا القليل جدا؛ لكن وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأت المرأة الايرانية تخرج من شرنقتها وتدخل المعترك الاجتماعي والسياسي رويدا رويدا.

وبما ان ايران بلد واسع و متنوع قوميا و جغرافيا وثقافيا، يختلف وضع المرأة فيه وفقا لهذه الاعتبارات. صحيح ان هناك هموم مشتركة تربط المرأة في ايران من شمالها الى جنوبها و من شرقها الى غربها وذلك بسبب وجود قوانين مدنية و قضائية موحدة لكافة مناطق ايران، لكن تتمتع كل منطقة و كل قومية في ايران بسماتها الخاصة تضفي بطابعها على وضع المرأة الايرانية. او يمكن ان نقول بان هناك شرائح نسائية تختلف معاناتها ومشاكلها وفقا لانتماءاتها القومية وينم هذا عن التباين في مستوى التطور الاجتماعي و الثقافي في المجتمع الايراني. فعلى سبيل المثال ان وضع المرأة الفارسية في العاصمة طهران يختلف مع وضعها مع المرأة البلوشية في محافظة بلوشستان او العربية في محافظة الاهواز او الكردية في محافظتي عيلام

و كردستان. فهناك تقاليد بالية و تخلف تاريخي مفروض على هذه القوميات تؤثر سلبا على الحياة الاجتماعية للمرأة غيرالفارسية حيث نرى ان نسبة الانتحار بين النساء في محافظة عيلام هي الاعلى في البلاد و اجبار الفتيات للزواج المبكر هو اكثر رواجا في كردستان

و الامية متفشية في صفوف المرأة العربية في الاهوازاكثر من سائر المحافظات الايرانية.

ويعود تاريخ الحركة النسائية في ايران الى اوائل القرن العشرين حيث اخذت المرأة تشارك في النشاطات الاجتماعية و الثقافية

و السياسية وتصدر صحفها الخاصة بها. وقد حاول الشاه رضا البهلوي (25-1941) المنبهر بتطورات الغرب تقليد ما قام به نظيره التركي كمال اتاتورك في جميع المجالات و خاصة فيما يتعلق بالمراة، حيث اصدر اوامره بكشف الحجاب عن المرأة الايرانية واجبارها على السفور في الشوارع و الدوائر والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية. ولم تنجح التجربة بسبب العنف الذي رافقها حيث اضطر العديد من النساء المكوث في بيوتهن لفترات طويلة خوفا من شرطة الشاه الاسبق التي كانت تجبرهن على خلع حجابهن بالقوة.

فقد شاركت المرأة الايرانية بكثافة في الثورة الاسلامية عام 1979 حيث يمكننا الادعاء بان الثورة ساعدت على خروج المرأة من جحرها المسمى بالبيت حيث شاهدنا الملايين من النساء في التظاهرات الجماهيرية، جنبا الى جنب الرجال يهتفن و يطالبن بسقوط الشاه. وقد انخرطت المرأة الايرانية بعد ذلك في العمل الاداري و الاجتماعي

و السياسي بشكل لامثيل له من قبل. اذ كانت المرأة التقليدية التي ترتدي الحجاب اوالعباءة (التشادور الفارسي) لم تثق بالجهاز البيروقراطي لحكم الشاه بسبب الاجواء التي كانت تعتبرها فاسدة

و غير اسلامية.

وتجاوز عدد الطالبات البنات في الجامعات الايرانية، عدد الطلبة الذكور في الاعوام الاخيرة حيث بلغ اكثر من 50 في المئة من كل الطلبة الجامعيين؛ الامر الذي اقلق التقليديين محاولين الحد من تطور هذه الظاهرة غير انهم لم يتمكنوا من فعل شي بسبب معارضة الاصلاحيين والنساء لهم.

و انتقدت السلطة الاسلامية ما قام به الشاه رضا البهلوي من فرض السفور على المرأة الايرانية حيث سرعان ما فرضت الحجاب على المرأة ومنعت السفور خارج البيت. وفيما ترى الحكومة الاسلامية في الحجاب فرضا دينيا اسلاميا؛ يرفض التحديثيين اجبار المرأة بفرض السفور اوالحجاب عليها.

فبرغم محاولات الحكومة الاسلامية لخلق مجتمع اخلاقي نموذجي في ايران غير ان قوانين المجتمع الصارمة كانت اقوى من النيات والاتوبيات حيث ارتفع عدد بنات الهوى في شوارع العاصمة و المدن الكبرى في الاعوام الستة الاخيرة وذلك بعد ان قامت حكومة خاتمي الاصلاحية بتخفيض القيود الاجتماعية على النساء. وتتحدث بعض الاحصاءات عن وجود نحو 300 الف شرموطة في طهران.

الى جانب ذلك شهد المجتمع الايراني خلال العقد الاخير تطورا في الحركة النسائية الايرانية او ماتعرف هنا بالحركة الفيمينية حيث قامت المرأة الايرانية بانشاء العديد من الجمعيات والمؤسسات المدنية الخاصة بها، بعضها محسوب على الاصلاحيين و البعض الاخر على المحافظين، لكن المستقل منها قليل جدا. كما ان هذه المؤسسات النسائية تنحصر بالمرأة الفارسية ولم تضم النسوة من القوميات غير الفارسية بسبب التفاوت في اللغة و الثقافية وماشابه ذلك من امور.

واصبح للنساء صحف و مواقع على الانترنت و دخلت المرأة قطاع الشرطة و احتلت مناصب هامة في قطاعات مختلفة منها منصب مساعد رئيس الجمهورية غير ان الدستورالايراني لايزال يحرمها من الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية. كما وهناك اهتمام خاص بالمرأة الايرانية من قبل المنظمات الدولية ومنها الامم المتحدة و مؤسسات حقوق الانسان في اوروربا و الولايات المتحدة الامريكية. وقد ادى ذلك الى حصول العديد من النسوة الايرانيات جوائز مختلفة اهمها جائزة نوبل للسلام التي منحت للمحامية الناشطة في مجال حقوق الانسان شيرين عبادي.

فالحركة النسائية في ايران وكما اشرنا لاتضم النسوة من جميع القوميات و المناطق بل تنحصر في العاصمة و بعض المدن الكبرى وخاصة الفارسية منها. فعليه و برغم توسعها الافقي في المجتمع الايراني غير انها لاتزال تعاني من فقدان التنظيم العام والقيادة الموحدة في كل ايران.

وتفرض ظروف المجتمع الايراني المحكوم بالسلطة الدينية على الحركة النسائية التاكيد على مطاليب فورية و اقلية كالحصول على الفرص و التكافؤ في الحقوق بين الرجال والنساء. كما وتناضل المرأة الايرانية لنيل اهداف مرحلية كالتكافؤ في الارث و الدية بين الرجل

و المراة وقد شجعها في ذلك التساوي في الدية بين اهل الذمة من الاديان الاخرى والمسلمين والذي حصل مؤخرا. وتحتج هذه الحركة على ماتصفه بقمع المرأة وعدم التكافؤ مع الرجل في حقوقها الانسانية ان كانت في البيت او المجتمع. وقامت السلطة القضائية الايرانية مؤخرا بتعديل بعض فقرات القانون حيث منحت الحق للمرأة المطلقة للا حتفاظ باولادها حتى يبلغوا سن السابعة بعد ان كان سابقا السن الثانية. ومع ذلك فان حق الطلاق لايزال بيد الرجل.

وتدعي الناشطات من النساء بان قانون الاحول الشخصية (قانون الاسرة) يحتوي على تمييز تجاه النساء في ايران وان المرأة وبعد الزواج تصبح تحت الهيمنة التامة للرجل وليس لديها اي حق على الرجل الا حق “الحضانة” ! كما وانها تعاني من العنف المنزلي والجنسي من قبل الرجل والذي لم يعاقب عليه قانونيا. انتهت

جديد الموقع

هورنا مجفف وهورهم يبهر العالم رحلة أحوازية الى ارض النهضة ؛ فلورنسا والبندقية- يوسف عزيزي: في العام ١٩٧٦ وخلال رحلتي الى اوروبا وشمال افريقيا لم اتمكن انا ومرافقي الجيلكي علي مقدسي من زيارة مدينة البندقية، حتى ان سنحت لي الفرصة ان اقوم بذلك في الفترة ٢٧-٣١ يوليو ٢٠٢٢، ومن ثم زرت مدينة فلورنسا من ٣١يوليو -٣ اغسطس من نفس العام . مدينة البندقية، التي توصف ب”ونيز” بالانجليزية ، مبنية على المياه، ما عدى المطار – واسمه ماركوبولو – وبعض الاراضي اليابسة المتصلة به. وماركوبولو (١٢٥٤-١٣٢٤م) ابن هذه المدينة معروف بمغامراته ورحلاته الى الشرق وخاصة الهند والصين في القرن الثالث عشر. وقال لي شخص يعرف الأهوار والمستنقعات ان البندقية قامت على بعض المناطق اليابسة في الأهوار الواقعة على هامش البحر وانا اتصور ان تلك الأهوار كانت تشابه اهوارنا كهور الحويزة والعظيم، وان مباني البندقية تم تشييدها على بقع يابسة مرتفعة كتلك التي نحن نصفها ب”الجبايش” في اهوارنا، لكن هنا في اوروبا اصبحت البندقية مدينة تبهر العالم وتجلب الملايين من السياح ليدروا عليها ايرادات تعادل بل تفوق ايرادات النفط التي يُستخرج من أهوار الحويزة والعظيم والذي ادى الى ان تجفف الشركة الوطنية الإيرانية للنفط هذه الأهوار لتتمكن وبمشاركة الشركات الصينية ان تنهب نفط تلك المنطقة وتدمر البيئة وتهجر السكان الأحوازيين من هناك.وفي مدينة البندقية القائمة على مياه البحر الادرياتيكي، لاترى تكسي ولا سيارة ولا حافلة، فكل ما في الامر هو: تكسي بحري وباص بحري. بل شاهدت ان بعض القوارب الكبار تقوم بمهمة الشاحنات لنقل التراب من المباني التي يتم تهديمها وكذلك لجلب الطوب والاسمنت وسائر مواد البناء. كما توجد في البندقية اشارات مرور لكن ليس في الشوارع المبلطة كما في كل مدن العالم بل في مفارق الشوارع المائية. وهناك العديد من الفنادق في المدينة لكننا كمجموعة استأجرنا شقة لانها كانت ارخص. هنا تشاهد الكنائس العديدة وقصور الدوقات (جمع دوق، حاكم الإمارة) ومركزها الرئيسي ساحة San Marco “سن مارك” في وسط البندقية. هناك قصر رئيسي في هذه الساحة والى جنبه سجن المدينة الذي يقع قسمه التحتاني في الماء. وقد زرنا كنيسة St Zaccaria (القديس ذكريا) وشاهدنا ارضيتها المغمورة بالمياه. وبين العديد من الجسور المبنية على الشوارع المائية هناك جسر يوصف بجسر الشجار حيث كان المنتسبون للنقابات المختلفة في القرون المنصرمة يتجادلون ويتشاجرون هناك، يمكن ان نصفه بجسر “البوكسيات” باللهجة الأحوازية. كما توجد جزيرة بالقرب من المدينة توصف ب “ليدو” يمكن الوصول اليها بالتاكسي او الباص البحري. وبعد الوصول الى محطة الجزيرة يمكنك عبور عرض الجزيرة مشيا على الاقدام خلال عشر دقائق وهناك تصل الى ساحل رملي مناسب جدا للسباحة لان عمق البحر يزداد بالتدريج وبعد نحو ثلاثين مترا تستطيع ان تسبح في المكان العميق الذي لايمكنك المشي فيه. وقد تطورت التجارة في البندقية في القرن الثالث عشر الميلادي اثر جهود عائلة ماركو بولو واخرين حيث تزامن ذلك مع انبثاق عائلة مديشي المصرفية والسياسية في فلورنسا. وكانت البندقية امارة مستقلة قبل توحيد ايطاليا من قبل غاريبالدي في القرن التاسع عشر. لكن الشعب هنا وفي اخر انتخابات او استفتاء في العام ٢٠١٩ رفض الاستقلال واستمر في الحياة مع ايطاليا محتفظا بحقوقه الثقافية والسياسية. ويبدو ان الامر يعود الى الوضع الاقتصادي المناسب للمدينة بسبب السياحة التي تبدأ من شهر مارس وتنتهي في شهر نوفمبر وتدر الاموال على هذه المدينة. كما ان لغة اهل البندقية لاتختلف كثيرا عن الايطالية حسب ما سمعت منهم. في فلورنساتبعد نحو ساعتين بالقطار من البندقية ولعبت دورا تاريخيا في انبثاق عصر النهضة والذي كان نقطة انعطاف في الحياة العلمية والفنية والثقافية في اوروبا بل والعالم. فعلاوة على العديد من الكنائس الكبيرة هناك متاحف تضم تماثيل ولوحات من مايكل أنجلو، ورافائيل وأخرين تبهر البصر وتثير الاعجاب. ويعد متحف Uffizi museum اهم هذه المتاحف. اذ كانت فلورنسا – كالبندقية – تعج بالسياح الوافدين من كل اصقاع العالم وذلك بعد عامين من الغياب بسبب جائحة الكرونا. ولفت انتباهي في المدينة كثرة الباعة العرب المغاربة والباكستانيين وبعض الافريقيين السود الذين يبيعون اشياء بسيطة على الارصفة. وقد قال لي سائق تاكسي كهل اقلنا من المدينة الى المطار بعد ان سألته عن الوضع الاقتصادي للناس قال: “اني اعيش في الضاحية لان المعيشة ارخص هناك”، وعن الاتجاهات السياسية هناك اكد انه اشتراكي وليس شيوعي ولا اشتراكي ديمقراطي. وعندما سألته عن برلينغرئر زعيم الحزب الشيوعي الايطالي – وهو اكبر حزب شيوعي في اوروبا – قبل خمسين عاما قال انه يتذكره ودون ان اسأله ذكر لي اسم أنتونيو غرامشي الفيلسوف السياسي اليساري الايطالي واصفا اياه بالعظيم وقد ايدت كلامه، حيث حكم عليه الفاشيون الحاكمون في ايطاليا في الثلاثينيات من القرن الماضي بالسجن لمدة عشرين عاما، وقد الف معظم كتبه هناك رغم الرقابة الصارمة. وقد استند الى نصوصه العديد من المفكرين العرب بما فيهم محمد عابد الجابري. كما ان دانتي أليغييري الشاعر الايطالي ومؤلف كتاب الكوميديا الإلهية ايضا من مواليد فلورنسا وكان معاصرا لماركوبولو.وكذلك ولد ومات المفكر والفيلسوف السياسي نيكولو ماكيافيلّي في هذه المدينة وهو الذي عاش في عصر النهضة والف كتاب “الأمير” الذي يعتبر احد اهم كتب الفكر السياسي، والماكيافيلية معروفة لحد الان كمدرسة في السياسة.وتقع جمهورية سان مارينو المستقلة ضمن خريطة ايطاليا وعلى الشرق من مدينة فلورنسا. وهي الى جانب الفاتيكان تعتبر ثاني دولة مستقلة ضمن هذه الخريطة وثالث اصغر دولة في اوروبا، وعاصمتها ايضا تسمى سان مارينو. مساحة هذه الجمهورية الجبلية ٦١ كيلومتر مربع وعدد سكانها ٣٣٤٠٠ نسمة، وقد تأسست كدولة جمهورية في القرن الرابع الميلادي. وفي العصر الحديث، اعترف مؤتمر فيينا في العام ١٨١٥ باستقلال سان مارينو دوليا. اما الدولة الثانية في خريطة ايطاليا هي الفاتيكان التي تقع في العاصمة روما وزرتها في العام ٢٠١١. قارن ذلك بما وقع لمملكة عربستان المستقلة ومن ثم المتحالفة مع الممالك الاخرى في بلاد فارس. هذا ما ناقشته هاتفيا مع ابن بلدي سعيد سيلاوي الأحوازي الذي يقيم في مدينة بولونيا – بين البندقية وفلورنسا- والذي لم استطع من زيارته هناك رغم اصراره وزوجته ام فهد التي خاطبتني قائلة : “عليكم ان تزورونا” وعندما قلت لها ان عددنا كبير ومنزلكم صغير ذكرتني بالمثل الأحوازي: “موش مشكلة، ان البرة لنا والداخل لكم”.


الإستعلاء العرقي الفارسي ومعاداة العرب


حوار مطول لقناة الشرق مع يوسف عزيزي


ثورة الأحواز” توحّد الهتافات برحيل نظام الملالي”


جرائم لايمكن السكوت عنها


فيسبوك

تويتر

ألبوم الصور