الكشف عن “الجريمة الخفية” ضد عرب الأهواز في الامم المتحدة

يوسف عزيزي

الجمعة 18 نوفمبر 2016

 تحدث مندوب المملكة العربية السعودية الدائم في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي يوم الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني عن جرائم إيران ضد عرب الأحواز والمسلمين السنة وسائر الأقليات في إيران، وذلك خلال جلسة تصويت اللجنة الثالثة بالأمم المتحدة حول قرار دان بالإجماع انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة التي يرتكبها النظام الإيراني.

وقال السفير المعلمي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رداً على مندوب إيران، إن التحدث عن جرائم إيران ضد الأحوازيين “لامس عصباً حساساً” لدى مندوب إيران، الذي “اختار أن يغفل كل التعليقات التي ذكرت، وتحدث فقط عما تحدثنا عنه عندما ذكرنا ما يواجهه المسلمون السنة وعرب الأحواز من اضطهاد”. وأضاف المعلمي: “لأن ما يواجهه عرب الأحواز من اضطهاد، هو الجريمة الخفية التي لا تعلنها إيران وتتستر عليها في كل مكان”.

سبق وقد طُرحت انتهاكات حقوق الشعب العربي اقليم عربستان وسائر الشعوب الإيرانية في مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة في جنيف من قبل ابناء هذه الشعوب او نُشرت تقارير سنوية حول ذلك من قبل دول اوروبية والولايات المتحدة الأميركية، لكن لم نشهد دولة عربية شقيقة تذكر اسم الأهواز وشعبه والجرائم التي ترتكب بحقه يوميا من على منبر الامم المتحدة. فالنظام الإيراني يقوم بشتى انواع الجرائم ضد عرب الأهواز منها تجفيف الأهوار والأنهر، وتلوث البيئة، ومصادرة مئات الهكتارات من الاراضي الزراعية ليشرد القرويين العرب ويستبدلهم بمستوطنين غير عرب،ويبني المستوطنات لتنفيذ مخططاته الشيطانية الرامية الى تغيير التركيبة السكانية في إقليم عربستان (خوزستان رسميا) لصالح غير العرب؛ وهو الذي يعتقل المئات من النشطاء الأهوازيين ويشكل الملفات للالوف الاخرين ليطلق سراحهم بكفالات باهضة، ويشرد الالوف منهم الى خارج الوطن. فالنظام الإيراني الذي يدعي بانه اسلامي يحرم شعب بأكمله من التعليم بلغته العربية ويفرض عليه التعليم باللغة الفارسية منذ الابتدائية ويسعى جاهدا لقمع الثقافة العربية وإحلال الثقافة الفارسية مكانها. والأهم من ذلك هو الذي اعدم المئات من النشطاء والمناضلين الأهوازيين، و قتلهم في المنافي و تحت التعذيب، وخلال المظاهرات السلمية خلال 37 عاما، ليس لسبب الا المطالبة بحقوقهم القومية والتاريخية، لابل لنشاطات ثقافية ومدنية بحتة. فبيت القصيد في كلام المعلمي هو “الجريمة الخفية ضد الأهوازيين والتستر عليها”. نعم، في فلسطين تغطي وسائل الاعلام والكاميرات كل خطوة قمعية يقوم بها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وكذلك ما يفعله النظام السوري ضد شعبه من جرائم ومايجري في تركيا والعراق واليمن وليبيا من مظاهرات وحروب . اذ تحضر الكاميرات لتنقل الحدث الى شاشات التلفاز فور حدوثه ليشاهده كل العالم، لكن السلطة الشمولية الشوفينية في طهران وأياديها في الأهواز لم تسمح لوسائل الاعلام المستقلة ان تقترب الى هذه المدينة او سائر مدن اقليم عربستان، خوفا من كشف جرائمها ضد العرب. انا لااتحدث هنا عما يجري من اضطهاد ضد اهل السنة في إيران وهذا يحتاج الى مجال اوسع.

وبعد انتفاضة شعبنا في نيسان عام 2005 واعتقالي في احد السجون السرية بالأهواز، كانت احدى اتهاماتي، دعوة قناة الجزيرة الى مدينة الأهواز في العام 2004 وبثها تقرير عن بعض مناحي حياة شعبنا العربي،رغم انها لم تبث اي شيء عن قضايا سياسية ساخنة كقضايا السجناء والمقتولين والمعدومين وماشابه ذلك. ولم يشفع لي وجود ترخيص من قبلوزارتي الثقافة والارشاد، والداخلية لزيارة طاقم الجزيرة الى الأهواز لبضعة ايام، حيث منعوه من السفر الى سائر مدن الاقليم. وقد اُغلق مكتب الجزيرة في طهران بعد هذا التقرير لاكثر من عام؛ وماعدى هذه التجربة اليتيمة لم تجيز السلطات الإيرانية لوسائل الاعلام العربية ان تطئ ارض الأهواز حتى لتغطية الابعاد الثقافية والاجتماعية لحياة العرب في عربستان.

ليس هناك جريمة اكبر من جريمة القضاء على الحكم العربي في إمارة عربستان التي وصفها المؤرخون الفرس والدستور الإيراني السابق ب”مملكة عربستان”. فقد تم ذلك امام اعين اشقاءنا العرب في العام 1925 دون ان يحركوا ساكنا بل تؤدد البعض منهم للشاه رضا البهلوي المجرم الذي قام بتلك الجريمة الكبرى.

فقد باءت بالفشل كل الجرائم والمؤامرات التي حاكتها طهران لمحونا من الوجود، رغم بعض الأضرار التي اصابت جسم هويتنا وثقافتنا العربية. لكن هناك خطر يلوح في الافق يجب ان ننتبه اليه وهو الخطر المتصاعد الناجم عن النموالمطرد للاتجاهات العنصرية المعادية للعرب بين الشعب الفارسي والتي اخذت تكشر عن انيابها من خلال الاجتماعات الجماهيرية في الملاعب والاماكن التاريخية في إيران، واحدثها المظاهرات التي شهدتها منطقة باسارغاد في محافظة فارس يوم 28 اكتوبر / تشرين الثاني حيث طاف الالوف من الإيرانيين حول مايسمى بضريح قورش، مؤسس السلالة الإخمينية، ورددوا هتافات تمجد العرق الآري وتعادي العرب والعنصر العربي بشكل عام. فاذا اخذنا بعين الاعتبار الادبيات السياسية المعادية للعرب والمتجذرة في نفوس اغلبية الفرس والتي تجلت في خطاب العديد من الكتاب والروائيين والمؤرخين والسياسيين خلال العقود الماضية، وحضور الالوف منهم تحت يافطات عنصرية ونازية على قنوات وصفحات شبكات التواصل الاجتماعي، سنرى ان هناك خطر داهم يهدد الوجود العربي في إيران. وهذا التهديد سوف يتجلى في المستقبل، إما بشكل مذابح جماعية ضد العرب في عربستان وإما بشكل ترحيل قسري الى مناطق اخرى، وإما في احسن الاحوال ستستمر إيران بخططها المتمثلة بالجريمة الخفية لكن بشكل اوسع. فلذا يمكن ان نعتبر ما صرح به السفير عبدالله المعلمي، خطوة اولى يجب ان تتبعها خطوات اخرى من قبل الحكومات العربية الشقيقة وخاصة دول الخليج الجارة للدفاع عن شعبنا المضطهد في المنابر الدوليةامام هذا المد العنصري الخطير؛ يضاف الى ذلك دور البرلمانات ومؤسسات حقوق الانسان والمؤسسات المدنية والاعلامية العربية. ومثل هذه التصريحات ومن اعلى منبر دولي قد تعطي شعبنا المغلوب على امره، جرعة اضافية لتعزيز معنوياته امام المستهترين بلغته وثقافته وحياة ابنائه.

فنحن لانعول على اي دولة او شخصية لنيل حقوقنا القومية والتاريخية ونعلم ان لحظة حق تقرير المصير لن تتجلى الا من خلال نضال شعبنا بنسائه ورجاله وشيبه وشبابه وبالتكاتف مع الشعوب الاخرى المضطهدة في إيران.فأمام جبروت الحكم الديني الاستبدادي المتطلع للسيطرة على الدول العربية، لايمكن لنضال شعبنا العربي وسائر الشعوب والأقليات المضطهدةفي إيران ان يحقق اهدافه دون دعم دولي وإقليمي. وبعد ذلك ستستقيم الامور بانتهاجنا النهج الديمقراطي وحكمية صناديق الاقتراع لإنتخاب اعلى وادنى مسؤول ومؤسسة حكومية في كل مدن وقرى اقليم عربستان.

– See more at: http://elaph.com/Web/ElaphWriter/2016/11/1120075.html#sthash.Fa9TBE5u.saKNxfwR.dpuf

جديد الموقع

هورنا مجفف وهورهم يبهر العالم رحلة أحوازية الى ارض النهضة ؛ فلورنسا والبندقية- يوسف عزيزي: في العام ١٩٧٦ وخلال رحلتي الى اوروبا وشمال افريقيا لم اتمكن انا ومرافقي الجيلكي علي مقدسي من زيارة مدينة البندقية، حتى ان سنحت لي الفرصة ان اقوم بذلك في الفترة ٢٧-٣١ يوليو ٢٠٢٢، ومن ثم زرت مدينة فلورنسا من ٣١يوليو -٣ اغسطس من نفس العام . مدينة البندقية، التي توصف ب”ونيز” بالانجليزية ، مبنية على المياه، ما عدى المطار – واسمه ماركوبولو – وبعض الاراضي اليابسة المتصلة به. وماركوبولو (١٢٥٤-١٣٢٤م) ابن هذه المدينة معروف بمغامراته ورحلاته الى الشرق وخاصة الهند والصين في القرن الثالث عشر. وقال لي شخص يعرف الأهوار والمستنقعات ان البندقية قامت على بعض المناطق اليابسة في الأهوار الواقعة على هامش البحر وانا اتصور ان تلك الأهوار كانت تشابه اهوارنا كهور الحويزة والعظيم، وان مباني البندقية تم تشييدها على بقع يابسة مرتفعة كتلك التي نحن نصفها ب”الجبايش” في اهوارنا، لكن هنا في اوروبا اصبحت البندقية مدينة تبهر العالم وتجلب الملايين من السياح ليدروا عليها ايرادات تعادل بل تفوق ايرادات النفط التي يُستخرج من أهوار الحويزة والعظيم والذي ادى الى ان تجفف الشركة الوطنية الإيرانية للنفط هذه الأهوار لتتمكن وبمشاركة الشركات الصينية ان تنهب نفط تلك المنطقة وتدمر البيئة وتهجر السكان الأحوازيين من هناك.وفي مدينة البندقية القائمة على مياه البحر الادرياتيكي، لاترى تكسي ولا سيارة ولا حافلة، فكل ما في الامر هو: تكسي بحري وباص بحري. بل شاهدت ان بعض القوارب الكبار تقوم بمهمة الشاحنات لنقل التراب من المباني التي يتم تهديمها وكذلك لجلب الطوب والاسمنت وسائر مواد البناء. كما توجد في البندقية اشارات مرور لكن ليس في الشوارع المبلطة كما في كل مدن العالم بل في مفارق الشوارع المائية. وهناك العديد من الفنادق في المدينة لكننا كمجموعة استأجرنا شقة لانها كانت ارخص. هنا تشاهد الكنائس العديدة وقصور الدوقات (جمع دوق، حاكم الإمارة) ومركزها الرئيسي ساحة San Marco “سن مارك” في وسط البندقية. هناك قصر رئيسي في هذه الساحة والى جنبه سجن المدينة الذي يقع قسمه التحتاني في الماء. وقد زرنا كنيسة St Zaccaria (القديس ذكريا) وشاهدنا ارضيتها المغمورة بالمياه. وبين العديد من الجسور المبنية على الشوارع المائية هناك جسر يوصف بجسر الشجار حيث كان المنتسبون للنقابات المختلفة في القرون المنصرمة يتجادلون ويتشاجرون هناك، يمكن ان نصفه بجسر “البوكسيات” باللهجة الأحوازية. كما توجد جزيرة بالقرب من المدينة توصف ب “ليدو” يمكن الوصول اليها بالتاكسي او الباص البحري. وبعد الوصول الى محطة الجزيرة يمكنك عبور عرض الجزيرة مشيا على الاقدام خلال عشر دقائق وهناك تصل الى ساحل رملي مناسب جدا للسباحة لان عمق البحر يزداد بالتدريج وبعد نحو ثلاثين مترا تستطيع ان تسبح في المكان العميق الذي لايمكنك المشي فيه. وقد تطورت التجارة في البندقية في القرن الثالث عشر الميلادي اثر جهود عائلة ماركو بولو واخرين حيث تزامن ذلك مع انبثاق عائلة مديشي المصرفية والسياسية في فلورنسا. وكانت البندقية امارة مستقلة قبل توحيد ايطاليا من قبل غاريبالدي في القرن التاسع عشر. لكن الشعب هنا وفي اخر انتخابات او استفتاء في العام ٢٠١٩ رفض الاستقلال واستمر في الحياة مع ايطاليا محتفظا بحقوقه الثقافية والسياسية. ويبدو ان الامر يعود الى الوضع الاقتصادي المناسب للمدينة بسبب السياحة التي تبدأ من شهر مارس وتنتهي في شهر نوفمبر وتدر الاموال على هذه المدينة. كما ان لغة اهل البندقية لاتختلف كثيرا عن الايطالية حسب ما سمعت منهم. في فلورنساتبعد نحو ساعتين بالقطار من البندقية ولعبت دورا تاريخيا في انبثاق عصر النهضة والذي كان نقطة انعطاف في الحياة العلمية والفنية والثقافية في اوروبا بل والعالم. فعلاوة على العديد من الكنائس الكبيرة هناك متاحف تضم تماثيل ولوحات من مايكل أنجلو، ورافائيل وأخرين تبهر البصر وتثير الاعجاب. ويعد متحف Uffizi museum اهم هذه المتاحف. اذ كانت فلورنسا – كالبندقية – تعج بالسياح الوافدين من كل اصقاع العالم وذلك بعد عامين من الغياب بسبب جائحة الكرونا. ولفت انتباهي في المدينة كثرة الباعة العرب المغاربة والباكستانيين وبعض الافريقيين السود الذين يبيعون اشياء بسيطة على الارصفة. وقد قال لي سائق تاكسي كهل اقلنا من المدينة الى المطار بعد ان سألته عن الوضع الاقتصادي للناس قال: “اني اعيش في الضاحية لان المعيشة ارخص هناك”، وعن الاتجاهات السياسية هناك اكد انه اشتراكي وليس شيوعي ولا اشتراكي ديمقراطي. وعندما سألته عن برلينغرئر زعيم الحزب الشيوعي الايطالي – وهو اكبر حزب شيوعي في اوروبا – قبل خمسين عاما قال انه يتذكره ودون ان اسأله ذكر لي اسم أنتونيو غرامشي الفيلسوف السياسي اليساري الايطالي واصفا اياه بالعظيم وقد ايدت كلامه، حيث حكم عليه الفاشيون الحاكمون في ايطاليا في الثلاثينيات من القرن الماضي بالسجن لمدة عشرين عاما، وقد الف معظم كتبه هناك رغم الرقابة الصارمة. وقد استند الى نصوصه العديد من المفكرين العرب بما فيهم محمد عابد الجابري. كما ان دانتي أليغييري الشاعر الايطالي ومؤلف كتاب الكوميديا الإلهية ايضا من مواليد فلورنسا وكان معاصرا لماركوبولو.وكذلك ولد ومات المفكر والفيلسوف السياسي نيكولو ماكيافيلّي في هذه المدينة وهو الذي عاش في عصر النهضة والف كتاب “الأمير” الذي يعتبر احد اهم كتب الفكر السياسي، والماكيافيلية معروفة لحد الان كمدرسة في السياسة.وتقع جمهورية سان مارينو المستقلة ضمن خريطة ايطاليا وعلى الشرق من مدينة فلورنسا. وهي الى جانب الفاتيكان تعتبر ثاني دولة مستقلة ضمن هذه الخريطة وثالث اصغر دولة في اوروبا، وعاصمتها ايضا تسمى سان مارينو. مساحة هذه الجمهورية الجبلية ٦١ كيلومتر مربع وعدد سكانها ٣٣٤٠٠ نسمة، وقد تأسست كدولة جمهورية في القرن الرابع الميلادي. وفي العصر الحديث، اعترف مؤتمر فيينا في العام ١٨١٥ باستقلال سان مارينو دوليا. اما الدولة الثانية في خريطة ايطاليا هي الفاتيكان التي تقع في العاصمة روما وزرتها في العام ٢٠١١. قارن ذلك بما وقع لمملكة عربستان المستقلة ومن ثم المتحالفة مع الممالك الاخرى في بلاد فارس. هذا ما ناقشته هاتفيا مع ابن بلدي سعيد سيلاوي الأحوازي الذي يقيم في مدينة بولونيا – بين البندقية وفلورنسا- والذي لم استطع من زيارته هناك رغم اصراره وزوجته ام فهد التي خاطبتني قائلة : “عليكم ان تزورونا” وعندما قلت لها ان عددنا كبير ومنزلكم صغير ذكرتني بالمثل الأحوازي: “موش مشكلة، ان البرة لنا والداخل لكم”.


الإستعلاء العرقي الفارسي ومعاداة العرب


حوار مطول لقناة الشرق مع يوسف عزيزي


ثورة الأحواز” توحّد الهتافات برحيل نظام الملالي”


جرائم لايمكن السكوت عنها


فيسبوك

تويتر

ألبوم الصور