نشطاء أهوازيون بين صريع ومريض: صدفة أو عملية مدبرة؟

 

من اليمين: مهدي كروبي وجاسم شديدزاده ويوسف عزيزي وبهرام ولد بيكي وكمالي شباط - فبراير ٢٠٠٤

من اليمين: مهدي كروبي وجاسم شديدزاده ويوسف عزيزي وبهرام ولد بيكي وكمالي شباط – فبراير ٢٠٠٤

يوسف عزيزي

 لست من المعتقدين بنظرية المؤامرة، لكن مسلسل سقوط النشطاء والقادة الاهوازيين، وضعني اشك في ماجرى ويجري في هذا المجال. خاصة بعد المكالمة التي جرت بيني وبين اثنين من اصدقائي مؤخرا على السكايب.

قلت لهما: بعد سقوط محمد نواصري في هولندا صريعا اثر مايوصف بجلطة في 2007 ومن ثم منصور السيلاوي الاهوازي في 2008 بسبب آخر، ومنصور مشرف (ابوسهيل) في 2012 بسبب ثالث واخيرا وليس آخرا، اصابة جاسم شديد زادة التميمي وعدنان سلمان بمرض خبيث، اخذت اشك في سقوط هؤلاء بين صريع ومريض.

 نواصري مؤسس التيارالوطني الديمقراطي الاحوازي، والسيلاوي مؤسس حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي، ومشرف باحث اهوازي بارز وسجين سابق في السجون الايرانية، والتميمي برلماني اهوازي سابق وامين عام حزب الوفاق الاسلامي في الاهواز، وعدنان سلمان الامين العام الحالي لحزب التضامن الديمقراطي.

 لكن السؤال المطروح هو: هل كل هذه الامور طبيعية؟ وانا اتمنى للصديقين جاسم (ابوحمزة) وعدنان (ابوفاروق) الشفاء وتجاوز المرض.

 رد علي الاولي: اذا قبلنا جدلا ببعض تلك الحالات، فمرض صديقينا الاخيرين – التميمي وعدنان سلمان – مرض معلوم ومعروف، فلايمكن ان ننسبه لأحد وعلينا الابتعاد عن التشائم.

وتدخل الثاني: انا برأيي ان جميع الحالات مماثلة وكلها مدبرة من قبل اجهزة الاستخبارات الايرانية التي تخطط وتعمل ليل نهار للحيلولة دون تطور الحركة الوطنية الاهوازية وضرب رموزها الوطنية لانها حساسة تجاه العرب اكثر من اي قومية اخرى وتعمل بشكل مضاعف ضدنا وذلك بسبب ثرواتنا الهائلة.

 واضاف: هذا الامر لم يكن مقصورا على الحركة الوطنية الاهوازية بل شمل كوادر وقادة المعارضة الايرانية وخاصة الشعوب غير الفارسية كما حدث لأمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني عبدالرحمان قاسملو وخلفه صادق شرفكندي وعبدالواحد ريغي، شقيق عبدالمالك ريغي من قادة جيش العدل البلوشي وهذا ضمن اكثر من 300 شخصية معارضة تمت تصفيتها جسديا في اوروبا والولايات المتحدة ودول اخرى خلال عمر الجمهورية الاسلامية.

 قلت: اني متأكد بان وفاة منصور السيلاوي لم يكن طبيعيا وهذا ما تبين بعد وفاته وصداقته مع “كاظمي” الصحفي الهندي الموالي للنظام الايراني، لكن حول الاخرين لا املك ادلة دامغة تثبت التعمد في اغتيالهم.

 الثاني قطع كلامي: فهل الاستخبارات تقدم ادلة في عملياتها، بل انها تخطط كجهاز واسع ومجهز بالعقول المخططة والاساليب المختلفة لمحو ماتصفهم باعدائها دون ان تبقي على اي اثر للجريمة، بل وانها تستفيد من تجارب السافاك في هذا الشأن.

 واكدت لهما: سبق وعانى الاخ جاسم شديدزادة التميمي من نفس المرض قبل نحو عشر سنوات غيرانه قام بعملية جراحية لإستئصال القولون، لكن يبدو ان الامر لم ينته وهو حاليا في حالة لايحسد عليها مع الاسف.

 وعارضنا الاول مرة اخرى مشددا: ان نظرتكما للامور تشائمية وتخلقون من الاستخبارات الايرانية غولا يعمل مايشاء.

 فاضاف الثاني: هو بالفعل غول ويتغذى بالاموال الهائلة من الميزانية ومن ايرادات النفط، وكل العالم بل والايرانيين المعارضين يعرفونه جيدا، لكن يؤكدون ان عملياته ضدهم في الخارج انتهت نوعا ما منذ عهد الاصلاحيين. لكن هذه العمليات واعني الاغتيالات واختراق التنظيمات، لم تنتهي ضد نشطاء الشعوب غير الفارسية وخاصة العرب. وهم لايحتاجون الى جهد كبير وتخطيط معقد لتصفية الاهوازيين حيث الفضفاضية والعاطفية وعدم مراعاة الاحتياطات الامنية تساعدهم في اختراق مجموعاتنا ونشطاءنا وقادتنا بسهولة، لاننا لم نراع في علاقاتنا ونظرتنا للوافدين الجدد، القضايا الامنية الضرورية.

 وقطع صديقنا الاول كلامه: يعني حضرتك تقول انه يجب ان ينقطعوا مع الناس تماما.

 فرد الثاني: انا لااقول ذلك بل اعارض سلوك البعض وكاننا نعيش كعشائر اهوازية في المهجر ونفتح ابواب مجموعاتنا وبيوتنا لمن هب ودب دون التأكد من هويته ومهمته. اذ اخذت الاستخبارات ترسل عناصرها مرة باسم محللين ومرة باسم ثوريين واخرى باسم معتدلين وكل واحد يدخل المجموعات السياسية الاهوازية وفقا لهذه النزعات المتلبسين بها. بل واني اقولها بصراحة ان بعض عوائل القادة والنشطاء الممنوعة من الخروج ايضا تم ايفادها من قبل الاجهزة وهي تقوم بمهمتها ضد قادة هذه المجموعات تدريجا وليست مستعجلة في امرها.

 وردا على سؤالي ما علاقة مرض بعض الاخوة بما تفعله الاستخبارات قال صديقنا الثاني: تتم عملية تسميم الاشخاص اما بواسطة الاكل او الشرب او حتى دس بعض السم في احذية البعض ليتسبب ذلك بامراض قلبية او خبيثة تؤدي بعد فترة – تستمر بين سنة وسنتين او اكثر – الى نتائج تريدها الاجهزة.

 فقد طلبت من صديقي ان يقدم ادلة مقنعة – إن لم تكن دامغة – لدعم كلامه هذا كي لايكون الحديث جزافا. لكن ومن جانب آخر، ذكرني كلام صديقنا هذا بما قرأته عن سيرة حياة قائد حزب العمال الكردستاني التركي عبدالله اوجلان الذي كانت زوجته تتجسس عليه لصالح الحكومة التركية ولمدة 15 عاما حتى تم اعتقاله ضمن عملية معقدة قبل نحو 18 عاما. كما ماحدث للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات يقع ضمن هذه الدائرة كما اثبتت التحقيقات التي اجريت على جثمانه.

وفي نهاية الحديث قلت لصديقي: انا لااعتبر نفسي متشائم ولامتفائل بل واقعي في رؤيتي لهذه الامور. وبرأيي لايجب ان نخلق من الاجهزة الامنية، غولا يشلنا من الحركة خوفا منها، هذا من جهة ومن جهة اخرى لانستهين بها ونهمل مايصلنا من بعض الاصدقاء والمشفقين في الداخل والخارج حول بعض العناصر المشبوهة ونأخذ بعين الاعتبار ما نسمعه حول هؤلاء ونحتاط في سلوكنا معهم، لكن هذا لايعني تخوين اي شخص بشكل علني دون التأكد من انتمائه للاجهزة الامنية إما اثر تجربة شخصية او من قبل ناس موثوقين. فيجب ان نأخذ الحذر من اي شخص وصلت بنا الريبة فيه الى نسبة تصل الخمسين في المئة. انا مع الحذر ليس من قبل النشطاء في الخارج بل في الداخل ايضا، لانه اذا قبلنا منطق صديقنا الثاني معناه ان على الناشطين البارزين ان يحذروا ما يحاك ضدهم. ولاننسى العمليات التي تمت ضد بعض النشطاء والشعراء العرب في الاقليم تحت ستار حوادث سير وماشابه ذلك والتي ادت الى وفاتهم.

 – See more at: http://elaph.com/Web/opinion/2015/6/1018413.html#sthash.lXYXgnBa.MQ5Xxmfh.dpuf

جديد الموقع

هورنا مجفف وهورهم يبهر العالم رحلة أحوازية الى ارض النهضة ؛ فلورنسا والبندقية- يوسف عزيزي: في العام ١٩٧٦ وخلال رحلتي الى اوروبا وشمال افريقيا لم اتمكن انا ومرافقي الجيلكي علي مقدسي من زيارة مدينة البندقية، حتى ان سنحت لي الفرصة ان اقوم بذلك في الفترة ٢٧-٣١ يوليو ٢٠٢٢، ومن ثم زرت مدينة فلورنسا من ٣١يوليو -٣ اغسطس من نفس العام . مدينة البندقية، التي توصف ب”ونيز” بالانجليزية ، مبنية على المياه، ما عدى المطار – واسمه ماركوبولو – وبعض الاراضي اليابسة المتصلة به. وماركوبولو (١٢٥٤-١٣٢٤م) ابن هذه المدينة معروف بمغامراته ورحلاته الى الشرق وخاصة الهند والصين في القرن الثالث عشر. وقال لي شخص يعرف الأهوار والمستنقعات ان البندقية قامت على بعض المناطق اليابسة في الأهوار الواقعة على هامش البحر وانا اتصور ان تلك الأهوار كانت تشابه اهوارنا كهور الحويزة والعظيم، وان مباني البندقية تم تشييدها على بقع يابسة مرتفعة كتلك التي نحن نصفها ب”الجبايش” في اهوارنا، لكن هنا في اوروبا اصبحت البندقية مدينة تبهر العالم وتجلب الملايين من السياح ليدروا عليها ايرادات تعادل بل تفوق ايرادات النفط التي يُستخرج من أهوار الحويزة والعظيم والذي ادى الى ان تجفف الشركة الوطنية الإيرانية للنفط هذه الأهوار لتتمكن وبمشاركة الشركات الصينية ان تنهب نفط تلك المنطقة وتدمر البيئة وتهجر السكان الأحوازيين من هناك.وفي مدينة البندقية القائمة على مياه البحر الادرياتيكي، لاترى تكسي ولا سيارة ولا حافلة، فكل ما في الامر هو: تكسي بحري وباص بحري. بل شاهدت ان بعض القوارب الكبار تقوم بمهمة الشاحنات لنقل التراب من المباني التي يتم تهديمها وكذلك لجلب الطوب والاسمنت وسائر مواد البناء. كما توجد في البندقية اشارات مرور لكن ليس في الشوارع المبلطة كما في كل مدن العالم بل في مفارق الشوارع المائية. وهناك العديد من الفنادق في المدينة لكننا كمجموعة استأجرنا شقة لانها كانت ارخص. هنا تشاهد الكنائس العديدة وقصور الدوقات (جمع دوق، حاكم الإمارة) ومركزها الرئيسي ساحة San Marco “سن مارك” في وسط البندقية. هناك قصر رئيسي في هذه الساحة والى جنبه سجن المدينة الذي يقع قسمه التحتاني في الماء. وقد زرنا كنيسة St Zaccaria (القديس ذكريا) وشاهدنا ارضيتها المغمورة بالمياه. وبين العديد من الجسور المبنية على الشوارع المائية هناك جسر يوصف بجسر الشجار حيث كان المنتسبون للنقابات المختلفة في القرون المنصرمة يتجادلون ويتشاجرون هناك، يمكن ان نصفه بجسر “البوكسيات” باللهجة الأحوازية. كما توجد جزيرة بالقرب من المدينة توصف ب “ليدو” يمكن الوصول اليها بالتاكسي او الباص البحري. وبعد الوصول الى محطة الجزيرة يمكنك عبور عرض الجزيرة مشيا على الاقدام خلال عشر دقائق وهناك تصل الى ساحل رملي مناسب جدا للسباحة لان عمق البحر يزداد بالتدريج وبعد نحو ثلاثين مترا تستطيع ان تسبح في المكان العميق الذي لايمكنك المشي فيه. وقد تطورت التجارة في البندقية في القرن الثالث عشر الميلادي اثر جهود عائلة ماركو بولو واخرين حيث تزامن ذلك مع انبثاق عائلة مديشي المصرفية والسياسية في فلورنسا. وكانت البندقية امارة مستقلة قبل توحيد ايطاليا من قبل غاريبالدي في القرن التاسع عشر. لكن الشعب هنا وفي اخر انتخابات او استفتاء في العام ٢٠١٩ رفض الاستقلال واستمر في الحياة مع ايطاليا محتفظا بحقوقه الثقافية والسياسية. ويبدو ان الامر يعود الى الوضع الاقتصادي المناسب للمدينة بسبب السياحة التي تبدأ من شهر مارس وتنتهي في شهر نوفمبر وتدر الاموال على هذه المدينة. كما ان لغة اهل البندقية لاتختلف كثيرا عن الايطالية حسب ما سمعت منهم. في فلورنساتبعد نحو ساعتين بالقطار من البندقية ولعبت دورا تاريخيا في انبثاق عصر النهضة والذي كان نقطة انعطاف في الحياة العلمية والفنية والثقافية في اوروبا بل والعالم. فعلاوة على العديد من الكنائس الكبيرة هناك متاحف تضم تماثيل ولوحات من مايكل أنجلو، ورافائيل وأخرين تبهر البصر وتثير الاعجاب. ويعد متحف Uffizi museum اهم هذه المتاحف. اذ كانت فلورنسا – كالبندقية – تعج بالسياح الوافدين من كل اصقاع العالم وذلك بعد عامين من الغياب بسبب جائحة الكرونا. ولفت انتباهي في المدينة كثرة الباعة العرب المغاربة والباكستانيين وبعض الافريقيين السود الذين يبيعون اشياء بسيطة على الارصفة. وقد قال لي سائق تاكسي كهل اقلنا من المدينة الى المطار بعد ان سألته عن الوضع الاقتصادي للناس قال: “اني اعيش في الضاحية لان المعيشة ارخص هناك”، وعن الاتجاهات السياسية هناك اكد انه اشتراكي وليس شيوعي ولا اشتراكي ديمقراطي. وعندما سألته عن برلينغرئر زعيم الحزب الشيوعي الايطالي – وهو اكبر حزب شيوعي في اوروبا – قبل خمسين عاما قال انه يتذكره ودون ان اسأله ذكر لي اسم أنتونيو غرامشي الفيلسوف السياسي اليساري الايطالي واصفا اياه بالعظيم وقد ايدت كلامه، حيث حكم عليه الفاشيون الحاكمون في ايطاليا في الثلاثينيات من القرن الماضي بالسجن لمدة عشرين عاما، وقد الف معظم كتبه هناك رغم الرقابة الصارمة. وقد استند الى نصوصه العديد من المفكرين العرب بما فيهم محمد عابد الجابري. كما ان دانتي أليغييري الشاعر الايطالي ومؤلف كتاب الكوميديا الإلهية ايضا من مواليد فلورنسا وكان معاصرا لماركوبولو.وكذلك ولد ومات المفكر والفيلسوف السياسي نيكولو ماكيافيلّي في هذه المدينة وهو الذي عاش في عصر النهضة والف كتاب “الأمير” الذي يعتبر احد اهم كتب الفكر السياسي، والماكيافيلية معروفة لحد الان كمدرسة في السياسة.وتقع جمهورية سان مارينو المستقلة ضمن خريطة ايطاليا وعلى الشرق من مدينة فلورنسا. وهي الى جانب الفاتيكان تعتبر ثاني دولة مستقلة ضمن هذه الخريطة وثالث اصغر دولة في اوروبا، وعاصمتها ايضا تسمى سان مارينو. مساحة هذه الجمهورية الجبلية ٦١ كيلومتر مربع وعدد سكانها ٣٣٤٠٠ نسمة، وقد تأسست كدولة جمهورية في القرن الرابع الميلادي. وفي العصر الحديث، اعترف مؤتمر فيينا في العام ١٨١٥ باستقلال سان مارينو دوليا. اما الدولة الثانية في خريطة ايطاليا هي الفاتيكان التي تقع في العاصمة روما وزرتها في العام ٢٠١١. قارن ذلك بما وقع لمملكة عربستان المستقلة ومن ثم المتحالفة مع الممالك الاخرى في بلاد فارس. هذا ما ناقشته هاتفيا مع ابن بلدي سعيد سيلاوي الأحوازي الذي يقيم في مدينة بولونيا – بين البندقية وفلورنسا- والذي لم استطع من زيارته هناك رغم اصراره وزوجته ام فهد التي خاطبتني قائلة : “عليكم ان تزورونا” وعندما قلت لها ان عددنا كبير ومنزلكم صغير ذكرتني بالمثل الأحوازي: “موش مشكلة، ان البرة لنا والداخل لكم”.


الإستعلاء العرقي الفارسي ومعاداة العرب


حوار مطول لقناة الشرق مع يوسف عزيزي


ثورة الأحواز” توحّد الهتافات برحيل نظام الملالي”


جرائم لايمكن السكوت عنها


فيسبوك

تويتر

ألبوم الصور