جرعة سم لشاعر الأرض وجرعة حياة لشعب يقاوم الموت

ایندبندنت عربي

يوسف عزيزي كاتب وصحفي @yazizibenitorof  الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 22:09

أشهد أن محمد من أصيح

الميت بقبره يرد يمه (جنبه) عدل (حي)

أنا حامل لي قضية

وبيها موت وبيها ريحة مشنقة وريحة قتل

ما أخافن ما أخافن ما أخافن

ولا بحق اسم النضال

وفخر عندي يتعلق برأسي الحبل

هذا صوت الراحل حسن الحيدري، الذي صدح بشعره الرشيق في ربوع أرض عربستان، مستخدما القصيدة كسلاح في نضاله، ليحمل على أكتافه قضية شعب يناضل من أجلها منذ تسعة عقود ضد سلطة فارسية متغطرسة، لا تأبه بأي شيء من أجل سحقه، وانتهاك حقوقه القومية والتاريخية. فمنذ أربعة أجيال ولا يزال نار القضية متوهج في قلوب الشعراء والمناضلين الأهوازيين.

وقد تنبأ حسن بحسه الشاعري المرهف، وفي كلام لا لبس فيه بموته؛ إما مشنوقا وإما مقتولا، وإيرانه لا يأبه بذلك، كما لم يأبه قبله بمناضلين شعراء كمحيي الدين آل ناصر، أو شعراء مناضلون كهاشم الشعباني وستار الصياحي. فهو يُقسم بالكفاح، مدافعا عن تراب وطنه وأنهاره ونخيله وكرامته، يقسم ليستمر في النضال أمام الجاثمين على صدر وطنه. والحق يقال إنه كان خير مدافع عن قلعة الضاد وشعبها في عربستان.

وعند شعب يرزح تحت استعمار داخلي، ويحرم من نشر أدبه وثقافته بحرية ويواجه تمييزا عرقيا ممنهجا، لا يبقى للشاعر الملتزم بقضايا شعبه بدا إلا أن يتوسل بأدب لا يمكن حجزه، ولا فرض الرقابة عليه وهو الأدب الشفهي، وهنا يلعب الشعر عامة، والشعر الشعبي خصوصا دورا بارزا ليسد فراغ الرواية والمسرح والرسم والنحت والموسيقى شبه الممنوعة في إقليم عربستان. إما أن تدير ظهرك لشعبك وثقافتك العربية وتنحت وتعزف وتكتب بالفارسية، وإما أن تُحرم من كل الإمكانيات الحكومية وغير الحكومية، بل وتُحارب إذا أنشدت شعرا يتحدث عن طموحات شعبك وعن وحشية المستعمر، الذي يذبح بالقطنة تارة ويقتل بالسُم تارة، وتحت التعذيب وعلى المشانق تارة أخرى.  فها هو ديوان العرب التاريخي الذي كان يُحفظ عن ظهر قلب وجاء الموبايل ليساعد على حفظه ونشره بعيدا عن عيون البوليس السياسي والرقيب الحكومي. وكان هذا الشعر ملجأ روحيا ومرهما لجروح الأهوازيين منذ أن فقدوا سيادتهم على أرضهم وثرواتهم في الربع الأول من القرن العشرين.

قلب الأهوازي حل مكان المكتبات التي حُرمنا منها، خلافا للشعوب العربية التي نالت سيادتها واستقلالها؛ وحلت العصامية في تعليم لغة آبائنا، مكان التعليم في المدرسة التي صادرها المستعمر وغرس ودرّس لغته فيها.

اصيحن: لا

صاحوا: اي اي اي !

اصيحن: اي

صاحوا: لا

هيچ (هيك) بعكس (بالعكس) يردوني

بس احچي (احكي) يذبحوني

مثل ذبحة شخص قاتل سبع خوّان

هيچ وداعتك لمّن (عندما) يكضوني (يعتقلوني)

وكون (يجب) بخيط أخيط حلقي وعيوني

وكون الشفته (الذي شفته) لاگوله (لا أقوله)

وكون بفاتحة عريس مامش (لايكون) لطم، هلهوله (زغرودة)

يردون يبچوني (يبكوني)

واحط (اضع) الروح، مرجوحة، ويقطعوني

واظل (ابقى) ساكت لحد ماتمشي شمس الله وترد اردود نفس السكتة يلقوني

بس احچي (احكي) يذبحوني

وموش بكيفي (لست بارادتي) من احچی (احكي)

وبدال الضحك كون ابچي (ابكي)

واحط اذنوبي فوق اقفاي حد ما تهدل متوني

بس احچي يذبحوني

خرس، بس بضمير الصوت اعاتب مَن واقل المَن (لمن):

عدل (حي) بس بي ريحة موت، لكن مايفهموني

بس احچي يذبحوني

واعيش بذلة يردوني

وانا ابن اُمي

وقلت هو اليعيش (الذي يعيش) يموت

آخذها ردح من يمي (جنبي) للتابوت

وفنهم (اذا استطاعوا)، لو لايلاقوني

انا الشايل (حامل) شهامة وغيرة الثوار

انا براسي قضية كربلا وانصار

انا الربوني (الذين ربوني) مو غمان (جبناء) بل شجعان ربوني

انا براسي محمد شايله (حامله) من اسنين (منذ سنوات)

محمد والصحابة بعيني ما ميتين

واتذكر بلال شما يعذبوني (كلما عذبوني)

بلال وياسر وعمار

اصيرن – ها – مثلهم

اظل (ابقى) بصفحة التاريخ باچر (بكرى) من يعدموني

اظل ابصفحة التاريخ باچر من يعدموني

واعيش يذلة يردوني

بس احچي يذبحوني

شگل (ماذا أقول) الحيدر وفاروق باچر من يسألوني

قصيدة بسيطة لا لبس فيها، ولا صور شعرية معقدة، تتقرب في شكلها إلى الشعار ولا تخاطب المثقفين والأكاديميين، بل تخاطب الناس البسطاء في المجتمع الأهوازي المحرومين من القراءة والكتابة بلغة أمهاتهم – لغة الضاد – بسبب منع السلطة الفارسية المعادية لثقافتهم ولغتهم وأدبهم. فهم يرون في كلامه تعبيرا عن تحدي شاعر حمل روحه على كفه – كما يقول سميح القاسم – لسلطة فرضت عليهم ولعقود طويلة، الظلم والإساءة والتحقير الإثني والاضطهاد القومي. هو يريد أن يلهب نار الوعي السياسي بين الجماهير التي تفضل الأدب الشفهي على الأدب المكتوب.

ونقرأ في قصائده، كابوس اليقظة أي التعذيب وهاجس الموت والإعدام لعلمه بمدى وحشية أزلام النظام الإيراني في الأهواز في التعذيب وقتل المناضلين حتى لو كان سلاحهم القلم والقرطاس. كما يحفر في عمق التاريخ ليتشبث بمحمد بل وبرموز إسلامية يعتبرها جزءاً من تاريخ شعبه القومي. ويستمد الشجاعة من أسلافه ليعمل درعا واقيا لكرامته العربية في بلد لا يولي أي احترام لها، بل ويحقرها بشكل شبه يومي في إعلامه وخطابه القومي المشفوع بالاستعلاء والعنصرية الفارسية.

فيمكن مقارنة قصائد حسن الحيدري وستار الصياحي، الشاعر الذي قتل في العام 2012، بقصائد لشعراء شعبيين في فلسطين الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي قبل أن يظهر توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم وشعراء الفصحى الآخرون. فهذا لا يعني أنه لا يوجد شعر حر وقصيدة نثرية في عربستان، بل إنها لم تستطع حتى الآن أن تنفذ إلى العمق الجماهيري في الإقليم كما هي القصيدة الشعبية.

الأرض، الثيمة الرئيسة في شعر الأهوازيين وشعارهم. “بالروح بالدم نفديك يا أهواز، و”اكتب بالدم أنا أهوازي”، هي شعارات وهتافات رددتها ألوف الجماهير يوم الاثنين عند تشييع جنازة الراحل حسن الحيدري، بل تُردد دوما في العاصمة، وكل مدن الإقليم في معظم المظاهرات والاحتجاجات القومية.

هذا يعني أن الشعب العربي الأهوازي يشعر بخطر داهم وهو زحف الفرس لالتهام أرض آبائه وأجداده في المدينة والريف على حد سواء. وقد تجاوز النظام الديني الشوفيني في إيران مما فعله النظام الشاهنشاهي في هذا المجال. يشعر هذا الشعب أن قوة غاشمة تتمترس في طهران، تخطط ليل نهار لمصادرة أراضيه وتدمير تراثه الحضاري وهذا ما تم ويتم بالفعل.

وقد حولت الجماهير الأهوازية أي مناسبة تتعرض فيها لإساءة كرامتها العربية من طهران أو اغتيال أو وفاة شعرائها ونشطائها المخلصين، حوّلتها إلى مظاهرات واحتجاحات، بما فيها ما شاهدناه من اجتماع جماهيري كبير يوم الاثنين الماضي؛ حيث بلغ عدد المتظاهرين نحو 10 آلاف شخص في ظروف لم يستطع أي حزب أو شخصية معارضة في إيران – المحكومة بقبضة الحرس والأمن الحديدية – أن تجمع مثل هذا العدد الهائل في الشارع. والسلطة الإيرانية كعادتها قامت باعتقال المئات من المشاركين في تلك المظاهرات بمن فيهم الفنان القومي البارز عباس إسحاقي.

قتل شاعرنا بجرعة سُم، لكنه منح بموته المفاجئ شعبنا، جرعة حياة قوية.       

ويتفاعل الشارع العربستاني عادة مع الساحات العربية من المحيط إلى الخليج بسبب اشتراكه اللغوي مع الشعوب العربية، وهذا ما يميزه من سائر الشعوب في إيران. إذ شاهدناه في عام 2011، ونشاهد حاليا تأثير ما يحدث من حراك جماهيري في الجزائر والسودان والعراق، الذي تربطنا به وشائج كثيرة، على نضال الشعب العربي الأهوازي.

يوسف عزيزي


جديد الموقع

هورنا مجفف وهورهم يبهر العالم رحلة أحوازية الى ارض النهضة ؛ فلورنسا والبندقية- يوسف عزيزي: في العام ١٩٧٦ وخلال رحلتي الى اوروبا وشمال افريقيا لم اتمكن انا ومرافقي الجيلكي علي مقدسي من زيارة مدينة البندقية، حتى ان سنحت لي الفرصة ان اقوم بذلك في الفترة ٢٧-٣١ يوليو ٢٠٢٢، ومن ثم زرت مدينة فلورنسا من ٣١يوليو -٣ اغسطس من نفس العام . مدينة البندقية، التي توصف ب”ونيز” بالانجليزية ، مبنية على المياه، ما عدى المطار – واسمه ماركوبولو – وبعض الاراضي اليابسة المتصلة به. وماركوبولو (١٢٥٤-١٣٢٤م) ابن هذه المدينة معروف بمغامراته ورحلاته الى الشرق وخاصة الهند والصين في القرن الثالث عشر. وقال لي شخص يعرف الأهوار والمستنقعات ان البندقية قامت على بعض المناطق اليابسة في الأهوار الواقعة على هامش البحر وانا اتصور ان تلك الأهوار كانت تشابه اهوارنا كهور الحويزة والعظيم، وان مباني البندقية تم تشييدها على بقع يابسة مرتفعة كتلك التي نحن نصفها ب”الجبايش” في اهوارنا، لكن هنا في اوروبا اصبحت البندقية مدينة تبهر العالم وتجلب الملايين من السياح ليدروا عليها ايرادات تعادل بل تفوق ايرادات النفط التي يُستخرج من أهوار الحويزة والعظيم والذي ادى الى ان تجفف الشركة الوطنية الإيرانية للنفط هذه الأهوار لتتمكن وبمشاركة الشركات الصينية ان تنهب نفط تلك المنطقة وتدمر البيئة وتهجر السكان الأحوازيين من هناك.وفي مدينة البندقية القائمة على مياه البحر الادرياتيكي، لاترى تكسي ولا سيارة ولا حافلة، فكل ما في الامر هو: تكسي بحري وباص بحري. بل شاهدت ان بعض القوارب الكبار تقوم بمهمة الشاحنات لنقل التراب من المباني التي يتم تهديمها وكذلك لجلب الطوب والاسمنت وسائر مواد البناء. كما توجد في البندقية اشارات مرور لكن ليس في الشوارع المبلطة كما في كل مدن العالم بل في مفارق الشوارع المائية. وهناك العديد من الفنادق في المدينة لكننا كمجموعة استأجرنا شقة لانها كانت ارخص. هنا تشاهد الكنائس العديدة وقصور الدوقات (جمع دوق، حاكم الإمارة) ومركزها الرئيسي ساحة San Marco “سن مارك” في وسط البندقية. هناك قصر رئيسي في هذه الساحة والى جنبه سجن المدينة الذي يقع قسمه التحتاني في الماء. وقد زرنا كنيسة St Zaccaria (القديس ذكريا) وشاهدنا ارضيتها المغمورة بالمياه. وبين العديد من الجسور المبنية على الشوارع المائية هناك جسر يوصف بجسر الشجار حيث كان المنتسبون للنقابات المختلفة في القرون المنصرمة يتجادلون ويتشاجرون هناك، يمكن ان نصفه بجسر “البوكسيات” باللهجة الأحوازية. كما توجد جزيرة بالقرب من المدينة توصف ب “ليدو” يمكن الوصول اليها بالتاكسي او الباص البحري. وبعد الوصول الى محطة الجزيرة يمكنك عبور عرض الجزيرة مشيا على الاقدام خلال عشر دقائق وهناك تصل الى ساحل رملي مناسب جدا للسباحة لان عمق البحر يزداد بالتدريج وبعد نحو ثلاثين مترا تستطيع ان تسبح في المكان العميق الذي لايمكنك المشي فيه. وقد تطورت التجارة في البندقية في القرن الثالث عشر الميلادي اثر جهود عائلة ماركو بولو واخرين حيث تزامن ذلك مع انبثاق عائلة مديشي المصرفية والسياسية في فلورنسا. وكانت البندقية امارة مستقلة قبل توحيد ايطاليا من قبل غاريبالدي في القرن التاسع عشر. لكن الشعب هنا وفي اخر انتخابات او استفتاء في العام ٢٠١٩ رفض الاستقلال واستمر في الحياة مع ايطاليا محتفظا بحقوقه الثقافية والسياسية. ويبدو ان الامر يعود الى الوضع الاقتصادي المناسب للمدينة بسبب السياحة التي تبدأ من شهر مارس وتنتهي في شهر نوفمبر وتدر الاموال على هذه المدينة. كما ان لغة اهل البندقية لاتختلف كثيرا عن الايطالية حسب ما سمعت منهم. في فلورنساتبعد نحو ساعتين بالقطار من البندقية ولعبت دورا تاريخيا في انبثاق عصر النهضة والذي كان نقطة انعطاف في الحياة العلمية والفنية والثقافية في اوروبا بل والعالم. فعلاوة على العديد من الكنائس الكبيرة هناك متاحف تضم تماثيل ولوحات من مايكل أنجلو، ورافائيل وأخرين تبهر البصر وتثير الاعجاب. ويعد متحف Uffizi museum اهم هذه المتاحف. اذ كانت فلورنسا – كالبندقية – تعج بالسياح الوافدين من كل اصقاع العالم وذلك بعد عامين من الغياب بسبب جائحة الكرونا. ولفت انتباهي في المدينة كثرة الباعة العرب المغاربة والباكستانيين وبعض الافريقيين السود الذين يبيعون اشياء بسيطة على الارصفة. وقد قال لي سائق تاكسي كهل اقلنا من المدينة الى المطار بعد ان سألته عن الوضع الاقتصادي للناس قال: “اني اعيش في الضاحية لان المعيشة ارخص هناك”، وعن الاتجاهات السياسية هناك اكد انه اشتراكي وليس شيوعي ولا اشتراكي ديمقراطي. وعندما سألته عن برلينغرئر زعيم الحزب الشيوعي الايطالي – وهو اكبر حزب شيوعي في اوروبا – قبل خمسين عاما قال انه يتذكره ودون ان اسأله ذكر لي اسم أنتونيو غرامشي الفيلسوف السياسي اليساري الايطالي واصفا اياه بالعظيم وقد ايدت كلامه، حيث حكم عليه الفاشيون الحاكمون في ايطاليا في الثلاثينيات من القرن الماضي بالسجن لمدة عشرين عاما، وقد الف معظم كتبه هناك رغم الرقابة الصارمة. وقد استند الى نصوصه العديد من المفكرين العرب بما فيهم محمد عابد الجابري. كما ان دانتي أليغييري الشاعر الايطالي ومؤلف كتاب الكوميديا الإلهية ايضا من مواليد فلورنسا وكان معاصرا لماركوبولو.وكذلك ولد ومات المفكر والفيلسوف السياسي نيكولو ماكيافيلّي في هذه المدينة وهو الذي عاش في عصر النهضة والف كتاب “الأمير” الذي يعتبر احد اهم كتب الفكر السياسي، والماكيافيلية معروفة لحد الان كمدرسة في السياسة.وتقع جمهورية سان مارينو المستقلة ضمن خريطة ايطاليا وعلى الشرق من مدينة فلورنسا. وهي الى جانب الفاتيكان تعتبر ثاني دولة مستقلة ضمن هذه الخريطة وثالث اصغر دولة في اوروبا، وعاصمتها ايضا تسمى سان مارينو. مساحة هذه الجمهورية الجبلية ٦١ كيلومتر مربع وعدد سكانها ٣٣٤٠٠ نسمة، وقد تأسست كدولة جمهورية في القرن الرابع الميلادي. وفي العصر الحديث، اعترف مؤتمر فيينا في العام ١٨١٥ باستقلال سان مارينو دوليا. اما الدولة الثانية في خريطة ايطاليا هي الفاتيكان التي تقع في العاصمة روما وزرتها في العام ٢٠١١. قارن ذلك بما وقع لمملكة عربستان المستقلة ومن ثم المتحالفة مع الممالك الاخرى في بلاد فارس. هذا ما ناقشته هاتفيا مع ابن بلدي سعيد سيلاوي الأحوازي الذي يقيم في مدينة بولونيا – بين البندقية وفلورنسا- والذي لم استطع من زيارته هناك رغم اصراره وزوجته ام فهد التي خاطبتني قائلة : “عليكم ان تزورونا” وعندما قلت لها ان عددنا كبير ومنزلكم صغير ذكرتني بالمثل الأحوازي: “موش مشكلة، ان البرة لنا والداخل لكم”.


الإستعلاء العرقي الفارسي ومعاداة العرب


حوار مطول لقناة الشرق مع يوسف عزيزي


ثورة الأحواز” توحّد الهتافات برحيل نظام الملالي”


جرائم لايمكن السكوت عنها


فيسبوك

تويتر

ألبوم الصور